أوقفني في التقرير وقال لي تريدني أو تريد الوقفة أو تريد هيئة الوقفة ، فأن أردتني كنت في الوقفة لا في إرادة الوقفة وان أردت الوقفة كنت في إرادتك لا في الوقفة وان أردت هيئة الوقفة عبدت نفسك وفاتتك الوقفة . وقال لي الوقفة وصف من أوصافي الوقار والوقار وصف من أوصاف البهاء والبهاء وصف من أوصاف الغنى والغنى وصف من أوصاف الكبرياء والكبرياء وصف من أوصاف الصمود والصمود وصف من أوصاف العزة والعزة وصف من أوصاف الوحدانية والوحدانية وصف من أوصاف الذاتية . وقال لي خروج الهم عن الحرف وعما ائتلف منه وانفرق . وقال لي إذا خرجت عن الحرف خرجت عن الأسماء ، وإذا خرجت عن الأسماء خرجت عن المسميات ، وإذا خرجت عن المسميات خرجت عن كل ما بدا وإذا خرجت عن كل ما بدا قلت فسمعت ودعوت فأجبت . وقال لي إن لم تجز ذكرى وأوصاف محامدي وأسمائي رجعت من ذكرى إلى أذكارك ومن وصفي إلى أوصافك . وقال لي الواقف لا يعرف المجاز ، وإذا لم يكن بيني وبينك مجاز لم يكن بيني وبينك حجاب . وقال لي إن ترددت بيني وبين شيء فقد عدلت بي ذلك الشيء . وقال لي إن دعوتك فلا تنظر باتباعي طرح الحجاب فلن تحصر عده ولن تستطيع أبدا طرحه . وقال لي إن استطعت طرحه فإلي أين تطرحه والطرح حجاب والأين المطروح فيه حجاب ، فإتبعني أطرح حجابك فلا يعود ما طرحته وأهدي سبيلك فلا يضل ما هديت . وقال لي إذا رأيتني فإن أقبلت على الدنيا فمن غضبي وان أقبلت على الآخرة فمن حجابي وان أقبلت على العلوم فمن حبسي وان أقبلت على المعارف فمن عتبي . وقال لي إن سكنت على عتبي أخرجتك إلى حبسي ، إن وصفي الحياء فأستحي أن يكون معاتبي بحضرتي ، فأن سكنت على حبسي أخرجتك إلى حجابي وان سكنت على حجابي أخرجتك إلى غضبي . وقال لي إذا أردت لي كل شيء لم تفتن ، وإذا أردت مني كل شيء لم تنخدع . وقال لي معارف كل شيء توجد به أسماؤه من معارفه ، وإذا سقطت معالم الشيء سقط الوجد به . وقال لي لكل شيء اسم لازم ولكل اسم أسماء ، فالأسماء تفرق عن الاسم والاسم يفرق عن المعنى .
19 - موقف الرفق
Página 38