مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
21

مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى

مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى

Editorial

مطبعة سفير

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

الصفات، بل كل صفة من صفات اللَّه - تعالى - تدل على معنى حقيقي نؤمن به ونثبته للَّه كما يليق بجلاله (١). ٢ - من مواقفه الحكيمة ما رد به على بعض العبَّاد حينما كتب إليه يعظه ويحضه على الانفراد والعزلة عن الناس، ويحضه على العمل، فكتب إليه مالك: «إن اللَّه قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فُتحَ له في الصلاة ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فُتحَ لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر» (٢). وهذا الرد الحكيم المسدد مما يدل على فقه الإمام مالك وحكمته، فإن نشر العلم خير أعمال البر، وأفضل من نوافل الصلاة والصوم والصدقة وغير ذلك من نوافل العبادات، لقوله ﷺ: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» (٣). وقوله ﷺ: «فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (٤). فرحم اللَّه مالكًا فقد نطق بالحكمة، وطبق ما كان يقوله ويرغِّب

(١) انظر: فتاوى ابن تيمية، ٥/ ٥ - ١٢١. (٢) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٨/ ١١٤. (٣) مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله، ٣/ ١٥٠٦، (رقم ١٨٩٣). (٤) البخاري مع الفتح، ٧/ ٤٧٦، ومسلم، ٤/ ١٨٧١، وتقدم تخريجه.

1 / 22