الانفلات
ليت!
سكرى
شهوة اليأس
موت الطيور
موت الورود
فرنسا
الانتظار
نهاية
أغنية
أغنية
لماذا؟
أنت
إلى الأرض
عرس العقبان
حلم
يقين
إلى نعوم
ميلاد الشاعر
موت الشاعر
رسالة
إعصار
الانفلات
ليت!
سكرى
شهوة اليأس
موت الطيور
موت الورود
فرنسا
الانتظار
نهاية
أغنية
أغنية
لماذا؟
أنت
إلى الأرض
عرس العقبان
حلم
يقين
إلى نعوم
ميلاد الشاعر
موت الشاعر
رسالة
إعصار
مواعيد
مواعيد
تأليف
صلاح لبكي
الانفلات
لي منك يا دنيا غدي
حلم تلألأ في يدي
من طينة ذهب ثرا
ه ومن سنا متجمد
عصب الضياء جبينه
بشعاعه المتوقد
فكأنه عصب البها
ء بقدة من أثمد
أمشي به في مشية ال
متوثق المتأكد
فعلى الربيع تنقلي
وعلى الورود توسدي
وتبثني النسمات طي
با مستحيل المورد
حلمت به أم الزهو
ر ولم تلده وتعقد
غدي الهوى ومنى الهوى
وعوالم جدد غدي
الطير تصغي في ذرا
ه لصوت أي مغرد
نشوى تصفق للصدو
ح وبالحناجر تفتدي
وتود لو ترمي بأج
نحها عليه ويرتدي •••
وغدي من الآزال في
عرس الخيال الأمرد
ورفيف أوراق الربي
ع على غصون ميد
غمازة اللمحات تم
سي بالنضار وتغتدي
غرقى بألوان المسا
ء المستريح الأغيد
إيه اعبسي دنياي أو
بشي فلست بقيد
أنا لست من أمسي ولا
من حاضر متردد
أنا لي غد الآفاق لي
آمالها أنا لي غدي
ليت!
أترى أنت دليلي
تهت من فكر ضليل
عالمي عالم إحسا
سي في ليل ذهولي
ليت لي أستوعب النغ
مة في الضوء البليل
وأملي العين بالأل
وان من كل أصيل
وأشم الطيب حتى
أنتهى طيب التلول
يتلقاني ويرمي
بي في حضن خليل
نسم من صدر صني
ني ومن رحب سهولي
ليت لي أن أطوي الآ
جال جيلا بعد جيل
فأرى شتى الجمالا
ت الزواهي في الأصول
والأساطير متى قا
مت وغنت في العقول
وربيع الأرض يفتر
عن الزهر الطليل
بندى أول فجر
ذر في أفق بتول
وأضم الحسن في صد
ري مدى الدهر الطويل
أنا عطشان إلى الحس
ن فمن يطفي غليلي
أنا عطشان فمن لي
بعيون السلسبيل
من لنفسي من هوى نف
سي وراء المستحيل
ولقلبي من أغاني
ه ومن وجد وسول
المنى يا قلب لو تق
نع منها بالقليل
أيها الثاكل في جن
بي يا رجع هديل
أقصر اليوم فكم شيع
ت من حلم جميل
سكرى
أمن لهاثي أم لها
ث الخمر جوي عطر
ومن ترى بأختها
سكرى عراها الخدر
تمر بي أخيلة
هائمة وصور
دائرة في خاطري
وخاطري مندثر
فمن هنا ومن هنا
هياكل تنتشر
ومقل مطفأة
يغيم فيها الحور
ومقل مقفرة
شاخصة لا تبصر
تهزأ منها شفتي
وأدمعي تغتفر
ففي ضلوعي نغم
لله وهو يهدر •••
آمنت بالخمر بما
توحي وما تبتكر
أن طلعت مجلوة
يحلو عليها السمر
وتلمع الآمال في ال
كاس ويغفو القدر
أشفق أن أمسها
بشفة وأحذر
لكنها لخاطري
ولفؤادي نشر
ينزل من لألائها
بين ضلوعي غمر
فأين يا أخطل من
ها ما حوتها جدر
ويا ابن هاني ليتك ال
يوم بنا وتنظر
أغرق يومي فيك يا
خمر فلا أذكر
ويفتدي لي من حوا
ليك ربيع خضر
وكرمة ريا وأن
فاس لها وعنبر
ووشوشات وأحا
ديث ونجوى أخر
فأرسل الضحكة حتى
يستفيق الحجر
أضحك من نفسي ومن
هواجسي وأكثر
أضحك حتى ينقضي
ليلي ويأتي السحر
فإن أتى فغصة
وأدمع وذكر
كأن ما بي نغم
مشوه مزور
يا ضرتي عند المعا
ميد زهاك الكبر
مر علينا وعلي
هم في التصابي عصر
في وهمهم أنا دمى
يلهى بنا ويقمر
ونحن لو يدرون ين
بوع منى مفجر
يقينهم منا وأف
راحهم والعمر
ننشئهم في الحب وال
لذات ثم نقبر
نهبهم أطيب ما
يصبو إليه البشر
هم الدمى بين يدي
نا والصغار الغرر •••
مريدنا ليس له
في ما عدانا وطر
نحن أغانيه ونج
وى قلبه والخبر
ما الأرض لولانا وما
ربيعها المنور
إن هي إلا سبسب
قفر وفكر مقفر
شهوة اليأس
عدمتك من أمل موجع
ثوى وتنفس في أضلعي
معي في الغداوات إما غدوت
وفي ظلمات الليالي معي
فيا هاتفا واعدا بالصباح
مضى العمر والصبح لم يطلع
عرضت الفتون على ناظري
وهمهمت سرك في مسمعي
وها أنا منك على موعد
له الويل من موعد مزمع
تهم ويثنيك ما لست أدري
وما لا أحس وما لا أعي
فيا عجبا لك من آمر
ويا عجبا لك من طيع
كأن وعودك لي ومناي
سراب تألق في مهيع
محا الانتظار بقايا اليقين ال
قديم بنفسي ولم أقلع
فهات حنانيك هات القنوط
يعد بي إلى زمن الأدمع
ألم يكف ما بي منك شقاء
توغل في مهجتي يرتعي
عرضت الفتون على ناظري
وهمهمت سرك في مسمعي
ولو أنني أستطيع لبحت
وأقصيت همك عن مضجعي
ولكن سرك ليس يلم ال
خيال بمكنونه الممنع
موت الطيور
إنما الطير صلاة وغناء
ثم تمضي وعلى الدنيا العفاء
حسبها من غمر الأمواه ما
يطفئ الغلة من غير ارتواء
ومن الغابات غصن مورق
يغمس الخضرة في الرحب الفضاء •••
تنبت الطير الأماني فعلى
كل شيء أمل منها مضاء
للربيع الطلق من أنفاسها
ذلك التيه وتلك الخيلاء
والضياء السمح لولا وجدها
وتناديها لما شع الضياء
والمساء التعب الحالم إن
لم تغن الطير لا يغفو المساء
فكأن الأرض لولا شدوها
وكأن الكون قفر وشتاء
وتموت الطير لا يندبها
نادب منتحب تحت السماء
تنتهي كالطيب لا نوح ولا
مأتم حفل ولا رجع بكاء
تنتهي في أي أرض تنتهي
وعلى أي أمانيها الثواء
أترى يستأثر اليم بها
والصحاري أم يواريها الهواء
تنتهي لا يعرف الناس ولا
يسأل الناس متى حم القضاء
فكأن لم ترفع الصوت ولم
تملأ الأنفس بشرا ورجاء
موت الورود
إذا يموت الورد لا يمحي
إلا السنا واللون والرونق
ويخلد الطيب فإما جرت
ريح الصبا من جانب يعبق
الورد لا يفنى فناء ولو
مات وألوى عوده المورق •••
وأنقضي فتنقضي ضمة
من المنى والحلم الريق
ورغبة جاشت بها أضلعي
تطبق عينيها إذا أطبق
يفنى معي ما كان مني ولا
يسلم حتى الألم المرهق
أما حبيبي فهو ذاك الشذا
كأنه طيف الهنا الأزرق
فرنسا
مداك عمر الزمان
فروعي الحدثان
وجددي كل يوم
أسطورة للعيان
من للحجى يا فرنسا
سواك من للبيان
من ينصر الذوق أو من
يبقي على الاتزان
ويحفظ الفكر صافي ال
ينبوع حلو المجاني
عاش الوجود قديما
على هدى اليونان
وأنت بعد أثينا
للفكر مهد ثان
وأخت كل جمال
وأم كل الأماني
الانتظار
أنا منذ ما أنا بانتظار
لا أطمئن إلى قرار
أصغي مع الظلمات مر
تقبا تباشير النهار
والليل يعرف والنها
ر ويصدفان عن الجهار
فكأنما حولي قفا
ر غائبات في قفار
إذ بانتظار لقاء وج
ه دق عن جهد ادكاري
فإذا يكر غنا الهزا
ر أحسه بغنا الهزار
أو تخطر النسمات أح
سبه على النسم الجواري
في اللون ألمحه وأل
محه على الأفق المنار
والظن يطلعه من ال
لمعات في مقل الدراري
أرنو إليه كأنني
وكأنما هو في جواري
متوهما في الدن من
أنفاسه نفس العقار •••
جاء الهوى فنعمت من
ه بألف ليل مستجار
وملكت أطيب ما تحم
ل من شهيات الثمار
ولهوت حتى في فم ال
دنيا حديث عن خماري
جاء الهوى وأنا كما
أنا قبله نضو انتظار •••
ودعاني الصيت العري
ض فقلت ها أنا من يباري
ومضيت أقتحم الصعا
ب إليه يحفزني نجاري
ورجعت مرفوع الجبي
ن مكللا بسنى وغار
أنا بانتظار مثلما
أنا قبل أن بزغ اشتهاري •••
أنا بانتظار غد يجيء
ولا يراني بانتظار ...
نهاية
تنكرت لي نفسي
يوم اذكاري أمسي
فهذه رغباتي
ما بين صم وخرس
أين انطلاقي أثر ال
غر الملاح وعسي
وصبوتي وقيامي
على ملاعب أنسي
أيام أقصى الأماني
فوز بخد وكأس
يروح الهم شعر
أذنته وينسي
وغفوة تحت ظل
من وشوشات وهمس
ولون عين حبيب
حلو التعلات مؤسي
إذا رغبت وكانت
مآربي عند شمس
طلبتها فكأن ال
محال قبضة خمسي
لا حافل ببعيد
ولا مبال بنكس •••
رث الزمان وألوى
وظلت غضا مجسي
لا قوس العمر ظهري
ولا ألم برأسي
لكن خلف ضلوعي
نورا يغور ويمسي
ووابلا من ثلوج
خرساء تغمر نفسي
أغنية
إذا اجتمعنا جمعتنا الظنون
لا بوحنا انهل بإذن السكون
ولا تلاقت بالعيون العيون
ولا صدى الجو بشكوانا
نحن هوى أطيب ما كانا •••
حبيبتي من نفحات الخلود
ومن شذاها نفثات الورود
حسبي منها أنها في الوجود
فلتملأ الآفاق نجوانا
نحن هوى أطيب ما كانا •••
خيالها يظل أيامي
يغمر بالأطياب أحلامي
وذكرها ترجيع أنغام
يملؤني شجوا وتحنانا
نحن هوى أطيب ما كانا
أغنية
إلى كل جندي في لبنان
نموت ولا نغلب
وما أن لنا مأرب
ونبذل أرواحنا
رخاصا إذا نطلب
وفاء لإيماننا
وإلا فما المطلب •••
نخوض الوغى وهي لا
تكل ولا نتعب
ونحمل أعباءها
ونترك ما نكسب
وفي الصدر أنشودة
على ثغرنا تعذب
كأن لقاء الردى
هو السبب المطرب
نهدنا إلى المجد لا
نهون ولا نجنب
ولو كان من دونه
جحيم الوغى الأصهب
فلا الجبن يقصي الردى
ولا بغيها يجلب
لماذا؟
إلى كل جندي من لبنان
مت هل مت على درب المعالي
واثقا بالحق في ركب الرجال
أفداء الغصن الأخضر في
جو لبنان وهاتيك الظلال
أم فداء الزهر طابت عرفا
وفداء اللون في سفح التلال
أفأوجفت على النبع على
بثه الحلو بآذان الليالي
مت هل مت فداء الفن وال
فكر والذوق وأغراض الجمال
أدفاعا عن حياض العز عن
أمل رباه مشبوب الخيال
يا سخي القلب لم يدعك لل
تضحيات الحمر صوت من جبالي
لا ولم يهتف بك الغصن ولم
يصخب النبع ولم تأب الأعالي
مت كالزهرة تجنيها يد ال
متلهي بشذاها لا يبالي
أنت
أنت طيب من الزهر
لست من طينة البشر
أنت من دفقة الضيا
ء على موجة السحر
نغم أنت واحد
مفرد النهج والوتر
أنت لون لم ينسج ال
ظن أحلى ولا أسر
إن مثواك بيننا
غربة ساقها القدر
فإذا ترجعين يو
ما إلى عهدك الأغر
ترجع الأرض بالأسى
والصبابات والذكر
لم تصب منك غير ما
يترك الظل من أثر
إن مثواك بيننا
غربة ساقها القدر
إلى الأرض
اذكر يا إنسان أنك تراب وإلى التراب تعود
أنا منك جزء غير أني
علق السهى والنجم جفني
بي مثل ما بك من أسى
ويفوق ما بك بعض شأني
هذي فصولك لم تفت
ك همومهن ولم تفتني
أنا لي شتاء من شقا
ئك غارق بسيول مزن
للريح فيه تأوه
وتفجع تحت الدجن
فإذا تفلت مادت ال
دنيا بكل أشم رعن
وأحس أن يد الشقا
ء تدق بي أجراس حزن
أنا لي ربيع أنور
يختال بالذيل الرفن
لا ينقضي إلا وير
جع بالحبور وبالتمني
أنا سرك المكنون لا
أدري أأحزن أم أغني •••
يا أرض ها أنا حافل
بجميع ما بك من تجني
تلدين ثم تشيعي
ن بنيك من دفن لدفن
وأنا أبو الآمال كم
شيعت من أمل أغن
أنا منك جزء غير أن
الحسن أكوابي ودني
أسمو إليه ولا أدي
ن إذا أدين لغير حسن
أنا منك لكن لا أحب
ك فالتراب أليف وهن
فكري الغمام الأبيض ال
متروك في الفلك المرن
وبجانبي صبابة
لكواكب الليل الأجن
فكأنني منهن أو
فكأنهن قددن مني
عرس العقبان
يا عرس العقبان
وفرحة الديدان
تجنن الإنسان •••
اللهو والراح
والطيب فواح
والعيش أفراح
مرهفي الأبدان
يا فرحة الديدان •••
الفكر والخيال
والفن والجمال
في قبضة المحال
وحومة الهوان
يا عرس العقبان •••
تقلص الإحساس
وحمت الأنفاس
وهان عمر الناس
وكل شيء هان
يا فرحة الديدان •••
مسارب الأذنين
وفوهتا العينين
ينفخ فيها البين
اليوم آن الآن
يا عرس العقبان •••
ما في مدى الأرض
بعض على بعض
للنبت من نهض
وليس للأغصان
عود إلى ما كان •••
تأسن العباب
وأنتن التراب
لن يغسل السحاب
وصوبه الهتان
قذارة الإنسان •••
يا عرس العقبان
وفرحة الديدان
تجنن الإنسان
حلم
مهداة إلى سعيد عقل
لا تحققت يا حلم
فتساويت والعدم
أنت أشهى ممنعا
مسرف البعد والشمم
أنت أدنى ما أنت في
عالم السر والظلم
جوك الغيب والمبهم
والموعد المكتتم
لك عند الحياة من
ة من يمطر الديم
حسبنا منك ما نشم
ك بالوهم أو نضم
يقين
وغدي مثل حاضري مثل أمسي
أمل طالع يجيء ويمسي
كلما قلت أقصر القلب وانكف
يعود الهوى فيرهف حسي
وشقائي أني أحب وأني
أنا سال غدا هواي وبؤسي
إلى نعوم
بنونا بما نحن فيه نعم
هم مرتجانا وكيد العدم
أرى بنعوم بقاء الأمم
ووحي الإباء وصنو الشمم
إذا ما أطل تطل الديم
ويحبو الربيع السموح القدم
هو الواهب المغدق المحتكم
يبدد بالبسمات الظلم
وينفي السهاد ويفني الألم
أتى فامحوت وصار الأهم
أبي وأخي والنجي الفهم
محط الرجاء وقصد الهمم
إذا ما أراد مضيت ولم
وكوفيت منه بشم وضم
وسمتك يا ابني باسم الشيم
فصنه وكن حافظا للذمم
وعش للأعالي ورعي القمم
ميلاد الشاعر
وحدي أنا يا رب وحدي
نشوان من سأم وزهد
وحدي كأن الشمس لم
تطلع على الدنيا بوعد
وحدي ولو أن الربي
ع مصفق والنور يهدي
ومطارح الآفاق أن
غام تلوح لي برغد
والورد من حولي مدى ال
آفاق يخفق فوق ورد
أنا والشتاء أسومه
ويسومني بردا ببرد •••
وحدي فما الإنسان لي
بأخ ولا هو لي بجد
أنا لست من هذا الترا
ب ولست من حسد وحقد
فلقد تركت وعشت في
ملأ من الأحلام فرد
وقطعت ما بيني وبي
ن الأرض من صلة وود
موت الشاعر
في رثاء رشيد أيوب
مات رشيد هل يموت الضياء
وهل تنال الشعر كف الفناء
من يحسب الطيب دفينا متى
جارت على الورد صروف القضاء
إذا يموت الورد يمضي الشذا
إلى جواء خلف هذا الجواء •••
مات رشيد مثل موت السنا
ومصرع الشمس قبيل المساء
من أفق تمضي إلى آخر
ذاهبة دائرة في الفضاء
العين لا تجري بمضمارها
ولا تجاري شأوها في الهواء
فلتحسب الأبصار حسبانها
إن غدا يضمن عود السناء •••
أحببت لبنان وأعليته
وصغت فيه الشعر حلو الرواء
وإن لبنان لفي مأتم
يبكيك فيه كل ظل وماء
وقدك ما تبكيك أشياؤه
من علم الإنسان معنى الوفاء
هجرت لبنانك لا كارها
ولا مجدا خلف صفر الطلاء
إن أخا الشعر ليرضى بما
يكفي أخاه الطير للإرتواء
لكن شأن النسر تحليقه
وقصده أنى يطيق الثواء
عشت غريبا وانقضت غربة
في الأرض هل من غربة في السماء
وكنت تعطي من يسير الذي
تلقى عطاء الحب تعطي الإباء
تعطي الورى أحلامهم والمنى
تعطيهم الوعد بدنيا الهناء
فهل تراك اليوم تجزى بما
أعطيت أم باق عليك العطاء •••
يا واحدا من عصبة أزهرت
في العصر حتى قارب الكبرياء
الضاد تزهو حين تزهو بكم
إذ أنتم السباق أهل اللواء
الحاملون الحق في مسرح
للجهل فيه دولة والرياء
جعلتم الإحساس ربانكم
والقلب نبراس العقول الظماء
مهما ادلهم الخطب دون الهدى
يمضي ولا يخفى عليه الخفاء
يا قرب ما كنا زمان الصبا
ننعم من آثاركم بالرخاء
رواد ما خطت يراعاتكم
وعلمت كيف يكون السخاء
صنين هون بعض هذا الأسى
إنا بما يشجي الأعالي سواء
هون فمن يبقى بآثاره
أطول من أي الرواسي بقاء
عمر الفتى من عمر ذكر الفتى
ما المرء في طلعته والرواء
هون فلن تعدم إن بلبل
بح بديلا منه صافي الغناء
كم من شتاء مر ثم اكتسى ال
سفح ربيعا بعد ذاك الشتاء
رسالة
يا هاجري أين الزمان العتيق
وموعد حلو وعهد رفيق
أيام روينا الليالي منى
والضوء في أقصى الفضاء السحيق
تعبث بالصبح مواعيدنا
فالصبح في ما نتمنى غريق
أيام ينهل على رغبة
منا فضاء بالضياء الدفيق
أو يختفي حرمة أعراسنا
خلف حجاب من غمام رقيق •••
أمات ذاك الحب مات الذي
سلسل نفسي فجر شعر طليق
وأطفئت شعلتنا وارتوت
منا الليالي والصباح الفتيق
وأقبل العمر شتاء على
أجوائنا والثلج عرض الطريق
يا هاجري ما زلت صنو الصبا
أرفل في أردانه بالعقيق
ليلي كأس وأنا الشارب ال
حب رحيقا قبل كون الرحيق
فعد إلى مضناك واشرب كما
كنت بكأسي وتملى البريق
عد يسعد الورد بنا مرة
أخرى ويندى طيبه المستفيق
إعصار
وتكلمت عن أوجه تبلى وعن صور ثبت.
أبو نؤاس
غلت المطامع في الصدور
الله من هول المصير
الله من غد هذه ال
دنيا السخية بالفجور
نسي الإله الأرض فان
طلقت تعثر بالشرور
مجنونة لا العقل يم
سكها ولا نصح النذير
مجنونة يسعى بها
إبليس محموم المسير
يسعى بها وكأنما
حمل السعير إلى السعير
عصف القضاء فحمحما
ت الموت ملء ذرى الأثير
واربدت الآفاق تح
مل ألف شر مستطير
غدك اصطباغ الشهب يا
أرضون من دمك الدرور
غدك انسدال الليل حتى
آخر الدهر الدهير
غدك انتحابات الثكا
لى النائحات على القبور
الباكيات على الزهو
ر تغيب قبل شذا الزهور
ويل الشباب غدا يمو
ت بميعة العمر النضير
ويل امه من أجل من
جدواه بالرمق الأخير
من أجل أي إله شؤ
م قام في وهم العصور
من أجل أية فكرة
شوهاء تنخر بالضمير
أم أنه الوحش القدي
م أفاق في الرجل الوقور
وسطا وزمجر وانتحى
يتلمظ الدم في النحور
ماذا يكون غد أمأ
تم ذلك الغرب الكبير
أيكون مأتم عالم
ينهار في العدم الضرير •••
خيبت يا إنسان من
إنسان بهتان وزور
عبد يكف الظلم أن
ت خزيت من عبد حقير
فكأن يوم غد على
ما فيه من أمر عسير
يوم انسحاق الأرض يو
م فنائها يوم النشور •••
يا رب عفوك بدل ال
ظلمات بدلها بنور
رحماك رفقا بالبريء
وبالضعيف وبالفقير
ماذا يضيرك لو صرف
ت أخا الغرور عن الغرور
لو تخطر الدنيا ببا
لك لارتقت فتن الشعور
لكن نسيت الأرض فان
طلقت تعثر بالشرور
Página desconocida