Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
46

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

فإن قال : ميز لي ذلك ؟

فقل : لأن الله أمر الناس جميعا أن يؤمنوا، فآمن بعض وكفر بعض فأنفذ علمه في الذين لا يؤمنون أنهم لا يؤمنون، فهذا نقض أمره في الذين لا يؤمنون أنهم لا يؤمنون (¬1) .

إن سأل سائل فقال : هل يجوز أن يقال : الله أهل لجميع ما خلق ؟

الجواب في ذلك، أن الله تبارك وتعالى أهل لخلق ما خلق ولا يستشفع أن يقال : الله أهل للكفر والقذر وأهل للمعصية وهو خالقها (¬2) .

¬__________

(¬1) - قد صدق صاحب الكتاب فيما ذهب إليه من قوله : ينقض أمره، إنما ذكر نقض الأمر ولم يضفه إلى الله - عز وجل - أنه نقض أمره ، وإنما نقض أمره من خالفه ولم يجب إليه. ومعنى نفوذ العلم أن الأشياء تأتي وتتكون على ما علم سبحانه ، وكذلك نفوذ المشيئة أن= = الأشياء تتكون على ما شاء غير مخالفة لما علم الله ولما شاء وليس شيء يخرج من علمه وقدرته وإرادته ومشيئته ، وليس مع هذا ما يوجب أن العلم والمشيئة يوجبان الجبر والاستكراه لأحد فيما فعل أو ترك .

(¬2) - إن كل ما ذكر من عبارة الخلق في شيء من الأشياء فالله أهل لخلق ذلك الشيء، لأن عبارة الخلق لله - عز وجل - عبارة محمودة كائنا ما كان الخلق ، لأنها لفظة وعبارة لا تنسب إلا إلى الله - عز وجل - ولا تضاف إلا إليه ، فأما ما لم يذكر عبارة الخلق فليس بجائز أن يقال : الله أهل لشيء من الأشياء ، إلا في الأشياء المحمودة التي تحسن في صفة الله - عز وجل - فيقال: أهل للحكمة والعدل بين عباده، والرحمة لهم والتفضل عليهم ، وأهل للمغفرة لهم والعفو والتجاوز . فالله أهل لصفاته وأهل أن يكون ربا وخالقا ، ورازقا ، وعالما، وقادرا، سميعا= = بصيرا ، وفي مثل هذا كثير .ويقال للكافرين أهل للمعصية وأهل للعقاب والخزي والهوان، وليسوا بأهل للإيمان والطاعة والمغفرة والثواب والكرامة الخ...

Página 56