48

إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون [الحاقة: 40-42].

ولا بد للمؤرخ أن يتريث عند كل وصف من أوصاف الأنبياء الذين كذب بهم أقوامهم؛ لأنها جمعت كل ما قيل عن الأنبياء بين أولئك الأقوام في العصور المتطاولة، فإذا صح أن جزيرة العرب لم تعرف الأنبياء كما عرفهم بنو إسرائيل، وأن النبوءات كانت وقفا على بني إسرائيل والمتنبئين غيرهم من الأمم، فمن أين عرفت أحوال الأنبياء والمتنبئين التي وصفهم بها المكذبون وقد وردت جميعا في القرآن الكريم؟

فمنهم من كان من المعلمين ويرميه مكذبوه بالجنون!

أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون [الدخان: 13، 14].

ومنهم من كان يرمي بالسحر أو الجنون:

كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون [الذاريات: 52].

ومنهم من كانوا يلحقونه بزمرة الشعراء ويرمونه بالجنون:

إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون [الصافات: 35، 36].

وإذا رموه بالسحر وحده قالوا: إنه السحر الكاذب. تمييزا له عن السحر الذي كانوا يعترفون به لكهان معابدهم:

وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب [ص: 4].

Página desconocida