Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Géneros
تعالى -. قال السيد شمس الدين أحمد بن عبدالله - رضي الله عنه -: كان سيدا، عالما، عاملا، ماجدا، فاضلا، ورعا، زاهدا، عليه سيما السيادة والعبادة، مشهور بالعلم والورع والتقزز والطهارة والعفاف الذي لا وراءه، وكان تلو أخيه المرتضى في الفضل في محاسن الأخلاق، والانقطاع إلى العلم والاشتغال به والتحصيل لفنونه، ولازم الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر - عليه السلام - وله عليه قراءة جيدة وسماعات حسنة وكثرت ملازمته له، فلم يكن ليساوي به أحدا من الأقارب والأباعد، لما كان عليه من الفضل والبركة والصلاح العظيم، وكان جامعا بين العلم والعمل، وله إجازات بخط الإمام - عليه السلام - وكان الإمام يعظمه نحوا من تعظيمه لأخيه المرتضى، ولا يكنيه إلا بجمال الدين، لا يذكره باسمه أبدا، ومن عظيم ورعه أنه لم يأخذ من الإمام شيئا قط، ولا قبض منه ماله قيمة شرعية، ووصل ولده المهدي بن إبراهيم ومعه كتاب قد ختمه يطلب فيه شيئا من الإمام، فرده أبوه، وقال: لا سبيل إلى ذلك، ورجع لا سأل، ولا أعطي. وكان يعرض عليه من الإمام وغيره أشياء كثيرة لا يأخذ منها شيئا قط على نحو من طريقة أخيه المرتضى - رحمه الله -. وكان يقتدي به في جميع أموره. وخرج زائرا له إلى (شظب) من (وقش) فأصابه ألم هنالك، فتوفي هنالك وقبره (بجزع عياش(1)))، وتأريخ وفاته على حجر قبره منقوش سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وكان رجل يقال له: ابن الطواشي من خواصه وممن يلازمه، قال: وصل السيد إبراهيم بن المفضل زائرا لأخيه المرتضى - رحمة الله عليهما - وهو راكب لبغل عظيم الجثة والثمن، فلما مات السيد، وأخرج - يعني ذلك البغل - لم يزل يضرب برأسه الحجر حتى مات، وقال: كان السيد آدم اللون، عظيم البر بأخيه، فخرج يوما يصبن ثياب أخيه فمر به رجل لا يعرفه، فقال له: أنت عبد السيد المرتضى؟ قال: نعم أنا عبده. انتهى
Página 109