بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل المنصور بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن يحيى بن أحمد بن الهادي إلى الحق - عليهم السلام -. كان عارفا محققا لعلوم المعقول، مرجعا للشيوخ فيها، وله ما يجري مجرى التحشية على كتابي نجم الأئمة في النحو والصرف، ومن شيوخه والده علي بن أمير المؤمنين، وكان علي المذكور أستاذا محققا، وكان لأبيه فيه ظن حسن لعلو منصبه وقوة ذهنه، ومن شعره فيه:
أعظم بدار حوت بحورا ... ثلاثة وهي وسط بر
فبحر جود وبحر علم ... وبحر نزل لوفد بر
شيدت بخير الشباب طرا ... الأعلم الحصرم الأبر
علي المرتضى المرجا ... لحفظ دين الهدى الأغر
الباقر العلم في صباه ... والفارس الأغلب الأكر
بلغ فيه الإله سؤلا ... لكل مجد وكل فخر
ولا ريب أنه أحاط بعلوم غير أن قدميه لم يثبتا في المزالق الدحضة، فكان منه ميل في العلوم وتمذهب، واشتغال بالتصوف المتعارف به، وشرح شيئا من كلام ابن العربي، وما أبقى من أنوار سلفه في صدره ما يعول عليه كما قيل والله أعلم، وجفا والده جفوة لا تليق بالعلم كما فهمته من هذا الشعر الحميني أوله:
جانا(1) من سواد الاكباد والاعيان ... مرتضانا وعين الاطهار الاعيان
جرح ينكى جروح من قبله ألوان ... وانتكاء الجروح بالجرح ميزان
ومنها:
لم يكن في الحساب خيبة ظنوني ... لا ولا جري أدمعي من جفوني
من ثمر مهجتي وقرة عيوني ... الظنون تنعكس وذا الدهر قبان(2)
أنت يا مهجة الفؤاد ... يا علي الفتى الجواد
إنما العلم يستفاد ... من به خص إن له صان
إنما العلم عند أهله وديعة ... وإلى الفوز في القيامة ذريعة
/38/ ربما تكره النفوس الرفيعة ... ما به الفوز واتل إن شئت قرآن
Página 71