وترجم له غيره، قال ولده السيد العلامة الهادي بن إبراهيم - رحمه الله - عند أن ذكر طرفا من أحواله، وقال معتذرا عن الاستيعاب والإطناب: تركنا ذلك لأنه لا أقبح من ثناء الأبناء على الآباء، وإن كنت لا أذكر إلا حقا كان - رحمه الله - عبدا صالحا مطيعا لمولاه، مخبتا من مخافته، ثم قال: لم يكن فن من الفنون إلا وله فيه اليد الطولى، وتمكنت قراءته في علوم العربية والآداب والأصولين، وكانت قراءته على شيوخ أعلام، وأئمة علم كرام، منهم السيد محمد بن الحسن بن باقي من آل الهادي - عليه السلام - ومنهم السيد العلامة الكلامي القاسمي في علم الكلام محمد بن يحيى بن مكني(1)، ومنهم القاضي العلامة محمد بن حمزة بن مظفر في علوم العربية، والفقيه الأفضل الأعمل الأكمل، إمام علم الحديث أحمد بن سليمان الأوزري، والفقيه العالم يحيى بن حاتم الجنبي، وكانت قراءته في الفقه على شيوخ كثيرة، وكان وسيم الخلق، طويلا، باديا، أشم الأنف، واسع الجبين، ماكن الأعضاء، سبط الأنامل، أقرب إلى النحافة في جسده من دون رقه كثيرة، كان يمشي الهوينا، وقال له بعض الفضلاء في ذلك، فأجابه مبتسما: ?الذين يمشون على الأرض هونا? (الفرقان: 63) ولم يكن في فن من فنون العلم إلا وله شاة في قطيعه، وكان معظم قراءته في الهجرة اليحيوية، وكان فصيحا بليغا خطيبا مصقعا مجيدا في الشعر ومن شعره:
وجدنا هذه الأجسام تملي الأدلة للعقول على الحدوث
يعاورها اجتماع وافتراق ... ونيطت بالتحرك والمكوث
أيعقل أنها من غير شيء ... أقيمت في الأماكن والحيوث
وكتب إليه ابنه العلامة الهادي بن إبراهيم من صعدة شعرا، وطلب جوابها فأجابه بقوله:
هززت حساما مشرفيا من الفم ... صليل غراريه فصيح التكلم وأبرزت للأبصار إبريز منطق ... فكان سلاف السامع المتفهم
Página 69