ولم يمر بي في بيوت الزيدية بعد آل محمد - صلوات الله عليه وعليهم - أكثر مناقب من أهل هذا البيت، وكان هذا القاضي صارم الدين ممدحا بالشعر، فمن ذلك ما قاله السيد إبراهيم بن محمد بن مدافع الديلمي:
إما بلغت إلى شريف مقامه(2) ... فالثم ثراه تشرفا بترابه
وانزل بساحة سيد من سادة ... يعلو الأنام بفضله ونصابه
تلقى لإبراهيم نشر عوارف ... كالمسك ينفح في فناء(3) جلابه
في بعده ودنوه ومقاله ... وفعاله وشفاهه وكتابه
وخلائقا تحكي الرياض ونائلا ... متواصلا والفضل في آدابه
صنو التقى وأخو المكارم والعطا ... وأبو الحيا والمجد من أترابه
إلى آخرها، وقال فيه آخر:
يا أيها القاضي الذي لم يزل ... في كل حال خلقه مرتضى
ومن نداه عارض واكف ... وعزمه كالصارم المنتضى
ومن حمى أحساب أسلافه ... وحاطها بالفضل أن تقبضا
ومن يؤم المجد إن غيره ... عن غيره جنب أو أعرضا
إني لم أمدحك للمرتجى ... لكنني أثني على ما مضى
لا زلت أهلا للهدى والحدا ... وللمعالي والحجا والقضا
واختصرنا ما قيل فيه - رحمه الله تعالى - من التقريض خوف الإطالة، ولما مات أبنه جماعة من الفضلاء فقال فيه القائل:
لئن غاب من أبنا أبي النجم كوكب ... كريم إلى كل القلوب محبب له خلق بالمكرمات مفضض ... وعلم وحلم بالحيا مذهب
Página 64