209

عمار التشيع، شمس الدين، أحمد بن صلاح بن الحسن(2) بن محمد بن علي بن المهدي(3) بن علي بن حسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الدواري /127/ المعروف بالقصعة(4)، كان من كبار العلماء الأخيار، زاهدا في الدنيا، كثير الإحسان صادق المودة لأهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولقي لذلك تعبا شديدا حتى إنه كسر ظهره بعض الأروام في محبتهم، وكان لا ينظر إلى الظلمة، دخل كرارا إلى أمير صعدة المحروسة، وجرى بينهما عتاب وأمور يطول شرحها، ومع ذلك لم يعرف وجه الأمير، لقيه في الصحراء فعدل إليه وخاض معه ثم انصرف، وكان مع القاضي رجل من الأشراف(5) الحمزيين، فسأله كيف وجه الأمير وأشاب أو لم يشب(6)، وكان يسمى المقشقش - بقافين وشينين معجمات - لأنه كان إذا حضر طعامه - رحمه الله - بصعدة أمر رسوله يحفل بمن في الجامع من الغرباء. وكان في العلوم بحرا لا يجارى سيما في علوم أهل البيت - عليهم السلام - ذكر القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس عنه أنه كان عند الإملاء في علم الكلام يزبد من أشداقه، وكان مع الإمام الحسن في سماع شرح الرسالة الشمسية على الرجل الشيرازي القادم إلى صعدة، وكان يقول الشيرازي: إن عاش السيد وقاضيه كان لهما شأن عجيب. وصنف كتابا في أنواع الحديث مبسوطا(7)، وله كلامات متفرقة في علوم متعددة، وقبره بصعدة، وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث وعشرين من شوال سنة ثماني عشرة وألف، وأمه - رحمه الله - جارية هندية؛ لأن والده كان كثير السفر إلى الهند.

Página 232