احفظ لسانك والجوارح كلها ... فلكل جارحةٍ عليك لسان
واخفر لسانك ما استطعت فإنه ... ليث هصور، والكلام سنان
وتوفي ﵀ سنة عشر وستمائة. هـ ع س.
ومنهم:
٣١-محمد بن هاشم بن نجيب الهاشمي
يكنى أبا القاسم، شريف من أشراف المناسب، ويتصف بمناقب يعجز عنها كل حاسب كان من أعيان مالقة ونبهائها، و(من) ذوي السبق في أجلة أدبائها. قرأ على الأستاذ أبي زيد السهيلي وغيره من الشيوخ وكان بارع الأدب متقدمًا في النظم. له القصيدة التي لم ينسج على منوالها، ولا أتى سواه بمثالها. وقد رأيت أن أثبتها على طولها لما تضمنته من البراعة والأدب. وسببها أن طالبًا من طلبة مالقة يعرف بأبي الحسن النجار، وكان يقرأ على الأستاذ أبي زيد ﵀. سافر إلى سبته فسجن بها على تهمة سرقة، فتوسل للطلبة بطلبه، فجروا في أمره واستخرجوه من سجنه، فكان بين طلبة مالقة وطلبة سبته على ذلك مراسلات نبيهة، فكان أبو القاسم هذا ﵀ قد نظم هذه القصيدة يمدح طلبة أهل سبتة ويصفهم بصفاتهم، أطلق فيها عنان البلاغة، وقدح زند البراعة، فبلغ فيها مدى الإحسان، وحاز قصب السبق في ذلك الميدان. وهي على ما حدثني بها الأديب أبو عمرو ﵀ سماعًا من ناظمها، وهي: [طويل]
لعلك ما بين العذيب ومارب ... تمر على تلك الديار القرائب
وتسري بذكر من أناس كأنما ... تنم به البطحاء من كل جانب
ويغليك في أثناء مورده الصبا ... فتقضي عني بعض تلك المآرب
وتودعها عني إذا ما نغت به ... تحية مشتاقٍ من الوجد ذائب
1 / 127