61

Matlab Hamid

المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

Editorial

دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة

Número de edición

الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م

الجاهل فان فتنتهما فتنة لكل مفتون فإن كان للرجل عبادة فقد فتن بأبياته كثير من الجهال وعبادته إن كانت فلا تمنع كونه ضالا كما يرشد إلى ذلك آخر الفاتحة قال سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى فالواجب علينا أن نبين ما في كلامه مما يسخط الله ورسوله من الشرك والغلو وأما الشخص وأمثاله ممن قد مات فيسعنا السكوت عنه لأنا لا ندري ما آل أمره إليه وما مات عليه وقد عرف أن كلام خالد الأزهري لا حجة فيه وأهل الغلو والشرك ليس عندهم إلا المنامات والأحوال الشيطانية التي يحكيها بعضهم عن بعض كما قال لي بعض علماء مصر أن شيخنا مشى بأصحابه على البحر فقال لا تذكروا غيري وفيهم رجل ذكر الله فسقط في البحر فأخذ بيده الشيخ فقال: ألم أقل لكم لا تذكروا غيري فقلت هذه الحكاية تحتمل أحد أمرين لا ثالث لهما أحدهما أن تكون مكذوبة مثل أكاذيب سدنة الأوثان أو أنها حال شيطانية وأسألك أيها الحاكي لذلك أيكون فيها حجة على جواز دعوة غير الله فأقر وقال لا حجة فيها على ذلك والمقصود بيان أنه ليس عند الغلاة من الحجة على ما زخرفوه أو حرفوه أو كذبوه وما قال الله وقال رسوله فهذا بحمد الله كله عليهم لا لهم وما حرفوه من ذلك رد إلى صحيح معناه الذي دل عليه لفظه مطابقة وتضمنا والتزاما. قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ وذكر المعترض حكاية يقول: عن غير واحد من العلماء العظام أنه رأوا النبي ﷺ والمنظومة تنشد بين يديه إلى قوله: لكن الخصم مانع ذلك كله بقوله: إنهم كفار.

1 / 65