والغلو فما ظفر هذا المعترض من ذلك بطائل غير أنه وسم نفسه بالجهل والضلال والزور والمحال لوسكت لسلم من الانتصار لهذا من الشرك العظيم الذب وقع فيه. وأما قول المعترض ورد في الحديث "لولا حبيبي محمد ما خلق سمائي ولا أرضي ولا ناري" فهذا من الموضوعات لا أصل له ومن ادعى خلاف ذلك فليذكر من رواه من أهل الكتب المعتمدة في الحديث وأنى له ذلك بل هو من أكاذيب الغلاة الوضاعين.
وقد بين الله تعالى حكمته في خلق السموات والأرض في كثير من سور القرآن كما في الآية التي بعد وهي قول الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾
ولها نظائر تبين حكمة في خلق السموات والأرض وقوله: وكيف ينكر تصرفه في إعطاء أحد بإذن الله من الدنيا في حياته أوفي الآخرة وبعد وفاته.
أقول هذا كلام من اجترى وافترى وأساء الأدب مع الله وكذب على رسوله ولم يعرف حقيقة الشفاعة ولا عرف تفرد الله بالملك يوم القيامة وهل قال رسول الله ﷺ أو أحد
أصحابه أومن بعدهم من أئمة الإسلام أن أحد يتصرف يوم القيامة في ملكه ولو أطلقت هذه العبارة في حق رسول الله ﷺ لادعاها كل لمعبوده من نبي أو صالح أنه يشفع له إذا
دعاه سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ وقال: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ
1 / 57