Matlab Hamid
المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد
Editorial
دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة
Número de edición
الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م
Géneros
Doctrinas y sectas
الله١ ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضى الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضبه لهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب إذا حصل ما يغضبه لهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب له هو السنة فإن قدر أن الذي معه دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم أو يثني عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن الله ولم يكن مجاهدا في سبيله قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة:٤،٥] .
وقال ﵀: تعالى: في منهاج السنة – لما ذكر كلام صاحب المنازل٢ وأن التوحيد عنده على ثلاثة أوجه: الأول توحيد العامة وهو شهادة أن لا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، هذا هو توحيد الظاهر الجلي الذي نفى الشرك الأعظم وعليه نصبت القبلة وبه وجبت الذمة وبه حقنت الدماء والأموال وانفصلت دار الإسلام من دار الكفر هذا كلام صاحب المنازل وذكر بعده٣ الوجهين وذكر شيخ الإسلام ما فيها من الشطح والبدعة ثم قال شيخ الإسلام-: أما التوحيد الأول الذي ذكره فهو التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب وبه بعث الله الأولين والآخرين من الرسل قال تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ [الزخرف: ٤٥] وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ﴾ [النحل: ٣٦] وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء:٢٥] .
_________
١ أمر الله. ليست في "ط".
٢ أبو إسماعيل، عبد الله بن محمد بن علي الهروي حافظ ت ٤٨١. تذكرة الحافظ ٣/١١٨٣، وقد شرح العلامة ابن القيم كتاب منازل السائرين هذا في كتاب مدارج السالكين.
٣ "ط": بعد.
1 / 115