دع الملام فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء(¬1)
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يلهمنا إلى فيه الصلاح والرشاد.
"ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهد الله فما له من مضل"(¬2).
رب كلمة يقال لصاحبها دعني.
المستشار مؤتمن وهو بالخيار ما لم يتكلم(¬3).
قال صلى الله عليه وسلم: "الدين نصيحة" قيل: لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"(¬4).
ليس من النصيحة الغرور، وعدم التنبيه على مواقع الشرور. وليس من النصيحة لعامة المسلمين أن يحلل أموالهم، إلا بحق واضح مبين. وليس من النصيحة اضلال الحكام، ولا إباحة أخذ الأموال في الاحكام.
"لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت، لبيس ما كانوا يصنعون"(¬5).
وهذا ذم الله لمن ترك من الربانيين والاحبار النهي عن قول الاثم وأكل السحت، فكيف يكون ذمه لمن زاد على ذلك، ولم يكتف بالسكوت، أمر بقول الاثم، والافتراء على الله بالتصريح بحلية ما حرمه، وبأكل السحت من أخذ الأموال في الذنوب؟، فقياس على الاغترار، وبقاء على شفا جرف هار.
"فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون"(¬6).
Página 132