Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Géneros
(تعالى) به فهداه، إنما يعذب جناه ويطرب معناه إذا كان كشف خفي سره ورفع عن وجهه مسبل ستره وأنا الآن أكشفه وأوضحه وأصفه وأشرحه.
فأقول: لما خلق الله (تعالى) آدم ((عليه السلام)) وحيدا أراد لإحسانه إليه ولخفي حكمه فيه أن يجعل له زوجا من جنسه يسكن كل واحد منهما إلى صاحبه، فلما نام آدم خلق الله (تعالى) من ضلعه القصير من جانبه الأيسر حواء، فانتبه فوجدها جالسة عنده كأحسن ما يكون من الصور فلذلك صار الرجل ناقصا من جانبه الأيسر بضلع واحد والمرأة كاملة الأضلاع من الجانبين، فالأضلاع الكاملة أربعة وعشرون ضلعا في كل جانب اثني عشر، فالرجل لذلك نقص منه ضلع واحد فأضلاعه من الجانب الايمن اثني عشر ومن الجانب الأيسر احد عشر، وباعتبار هذه الحالة قيل للمرأة أنها ضلع أعوج، وقد صرح الحديث النبوي صلوات الله على مصدره فيما أسنده الائمة الثقات والمسانيد الصحاح أنه قال: أن المرأة خلقت من ضلع أعوج لم يستقم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، ولقد أحسن بعض الأدباء فنظم في ذلك فقال:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها
ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضعفا واقتدارا على الفتى
أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
فانظر إلى كيفية استخراج أمير المؤمنين ((عليه السلام)) بنور علمه وثاقب فهمه وكمال إدراكه وتأييد معرفته وصائب فكره، ما أوضح به سنن السداد وسبيل الرشاد، وأظهر ترجيح جانب الذكورة على الأنوثة من مادة الإيجاد، وتتبع ما جعله الله (جل وعلا) للأضلاع من صفتي النقص والكمال في الاعداد، وكم مثل هذه من قضايا وارية الزناد جارية الجواد ساربة العهاد، لو رام القلم حصر تعدادها لحصر لسانه عن التعداد، كل منها يشهد له ((عليه السلام)) عند الاستشهاد بغزارة علمه المستفاد من الطارف والتلاد، ويسجل له بذلك بين العباد يوم قيام الاشهاد. وسيأتي إن شاء الله (تعالى) لهذه النبذة في الفصل
Página 72