302

Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

قال لعمر بن الخطاب: يأتي عليك مع امداد أهل اليمن أويس بن عامر من مراد، ثم من قرن كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو اقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل. فالنبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ذكر اسمه ونسبه وصفته وجعل ذلك علامة ودلالة على أن المسمى بذلك الاسم المتصف بتلك الصفات لو اقسم على الله لأبره وأنه أهل لطلب الاستغفار منه وهذه منزلة عالية ومقام عند الله (تعالى) عظيم.

فلم يزل عمر بعد وفاة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وبعد وفاة أبي بكر يسأل امداد اليمن من الموصوف بذلك، حتى قدم وفد من اليمن فسألهم فأخبر بشخص متصف بذلك فلم يتوقف عمر في العمل بتلك العلامة والدلالة التي ذكرها رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، بل بادر إلى العمل بها واجتمع به وسأله الاستغفار وجزم أنه المشار إليه في الحديث النبوي، لما علم تلك الصفات فيه مع وجود احتمال أن يتجدد في وفود اليمن مستقبلا من يكون بتلك الصفات، فإن قبيلة مراد كثيرة والتوالد فيها كثير وعين ما ذكرتموه من الاحتمال موجود.

وكذلك قضية الخوارج لما وصفهم رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بصفات ورتب عليها حكمهم، ثم بعد ذلك لما وجد علي ((عليه السلام)) موجودة في أولئك في واقعة حروراء والنهروان، جزم بأنهم هم المرادون بالحديث النبوي وقاتلهم وقتلهم، فعمل بالدلالة عند وجود الصفة مع احتمال أن يكون المرادون غيرهم. وأمثال هذه الدلالة والعمل بها مع قيام الاحتمال كثيرة.

فعلم أن الدلالة الراجحة لا تترك لاحتمال المرجوح.

ونزيده بيانا وتقريرا فنقول: لزوم ثبوت الحكم عند وجود العلامة والدلالة لمن وجدت فيه أمر يتعين العمل به والمصير إليه، فمن تركه

Página 316