252

Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

مقدمها وزمرة هاشمية استبيح حرمها واستحل محرمها.

وأنا الآن أفصل هذا الاجمال وأوضحه وأبين تفصيله واشرحه.

وهو أن الحسين ((عليه السلام)) سار حتى صار على مرحلتين من الكوفة، فوافاه إنسان يقال له الحر بن يزيد الرياحي ومعه ألف فارس من أصحاب ابن زياد شاكين في السلاح، فقال للحسين ((عليه السلام)):

إن الأمير عبيد الله بن زياد قد أمرني أن لا أفارقك أو أقدم بك عليه، وأنا والله كاره أن يبتليني الله بشيء من أمرك غير أني قد أخذت بيعة القوم فقال له الحسين ((عليه السلام)): اني لم اقدم هذا البلد حتى أتتني كتب أهله، وقدمت على رسلهم يطلبونني، وأنتم من أهل الكوفة فإن دمتم على بيعتكم وكتبكم دخلت مصركم، وإلا انصرفت من حيث أتيت فقال له الحر: والله ما أعلم هذه الكتب ولا الرسل وأنا فما يمكنني الرجوع إلى الكوفة في وقتي هذا، فخذ طريقا غير هذا وارجع فيه حيث شئت لاكتب إلى ابن زياد أن الحسين خالفني فلم أقدر عليه، وأنشدك الله في نفسك.

فسلك الحسين طريقا آخر راجعا إلى جهة الحجاز غير الجادة وسار وأصحابه طول ليلتهم، فلما اصبح الحسين ((عليه السلام)) وإذا قد ظهر الحر وجيشه، فقال له الحسين ((عليه السلام)): ما وراءك يا ابن يزيد فقال: وافاني كتاب ابن زياد يؤنبني في أمرك، وقد سير من هو معي وهو عين علي ولا سبيل إلى مفارقتك أو نقدم بك عليه، وطال الكلام بينهما فرحل الحسين ((عليه السلام)) وأهله وأصحابه ونزلوا كربلاء يوم الأربعاء أو الخميس على ما قيل الثاني من المحرم، فقال ((عليه السلام)): هذه كربلاء موضع كرب وبلاء هذا مناخ ركابنا ومحط رحالنا ومقتل رجالنا، فنزل القوم وحطوا الأثقال ونزل الحر بجيشه قبالة الحسين ((عليه السلام)).

ثم كتب إلى عبيد الله بنزول الحسين بأرض كربلاء فكتب عبيد

Página 262