245

Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

العاري ويشبع الجائع ويعطي الغارم ويشد من الضعيف ويشفق على اليتيم ويعين ذا الحاجة، وقل أن وصله مال إلا فرقه.

ونقل أن معاوية لما قدم مكة وصله بمال كثير وثياب وافرة وكسوات وافية، فرد الجميع عليه ولم يقبله منه.

وهذه سجية الجواد وشنشنة الكريم وسمة ذي السماحة وصفة من قد حوى مكارم الأخلاق، فأفعاله المتلوة شاهدة له بصفة الكرم ناطقة بأنه متصف بمحاسن الشيم، وقد كان في العبادة مقتديا بمن تقدم، حتى نقل عنه ((عليه السلام)) أنه حج خمسا وعشرين حجة إلى الحرم وجنائبه تقاد معه وهو ماش على القدم.

الفصل الثامن: في كلامه ((عليه السلام)):

كانت الفصاحة لديه خاضعة والبلاغة لأمره سامعة طائعة، وقد تقدم آنفا من نثره في الفصل السادس في ذلك المقام الذي لا تفوه فيه الافواه من الفرق، ولا تنطق الألسنة من الوجل والقلق ما فيه حجة بالغة على أنه في ذلك الوقت أفصح من نطق.

وأما نظمه فيعد من الكلام جوهر عقد منظوم ومشهر برد مرقوم، فمنه الأبيات التي تقدم ذكرها في مواجهته لأهل الكوفة عند استدعاء النزال في الوقت الذي تزول له القلوب من الزلزال، وهي ردف الكلام المنثور المذكور ومنه ما تقدم الوعد بإيراده عند وقوف الأعرابي عليه وعلى أخيه الحسن ((عليهما السلام)) لاستبانة فصاحتهما وقول الأعرابي ما تقدم من شعره:

هفا قلبي إلى اللهو وقد ودع شرخيه

فأنشده الحسين ((عليه السلام)) ارتجالا لوقته:

فما رسم شجاني انمحى آية رسميه

سفور درح الديلين في بوغاء قاعيه

Página 255