وطني العزيز! لا تجعلني أهيم طريدة من مسقط رأسي، منبوذة منك ومن أصدقائي، يحوطني الفقر في منفاي، ويتعقبني الحزن والألم الذي يلتهم النفوس، ويتأثر في الجد العاثر. كلا، بل اقذف بي فريسة إلى الموت قبل أن أشهد ذلك اليوم. إن أشد عذاب يقاسي المرء في هذه الحياة أن يبعد عن كل ما هو على نفسه عزيز.
الفرقة الثانية :
هذا الويل نشاهده الآن بعيوننا، لم نعلم به من غيرنا، ولم تجر به الإشاعات. إن وطنك ودارك لا يمهدان لك سبيل الراحة بعدما حل بك الحزن العميق. وليس من صديق يمد يد المعونة السمحة يخفف بها لوعة قلبك. إن من يضن بالمعونة على صديقه قد يموت غير مأسوف عليه، فإنه لا يقدم كنوز عقله شفقة بالفضيلة وهي تمتحن.
أيجيوز وميديا والجوقة
أيجيوز :
سلام الله يا ميديا! وسلام الله أكرم تحية نحيي بها الأصدقاء.
ميديا :
سلام الله يا أيجيوز، يا ابن باندين الحكيم! من أين أنت قادم إلى أسوار كورنث؟
أيجيوز :
أتيت قادما من لدن كاهن فيبس القديم.
Página desconocida