Teatro de Ali Kassar
مسرح علي الكسار (الجزء الثاني): علي الكسار … ومرحلة التألق الفني
Géneros
21
والمسرحية تعالج مضار ظاهرة اجتماعية جديدة ظهرت في هذا الوقت، وهي انتشار إعلانات وطلبات الزواج بين الجنسين في الصحف المصرية. وقد نجح الكسار في تمثيل دور البربري في هذه المسرحية، ذلك الدور الذي قال عنه الناقد محمد عبد المجيد حلمي:
مثل علي أفندي الكسار دور عثمان كما هي العادة، وعثمان هذا شخصية أزلية ضمن الله لها الخلود بفضل علي أفندي الكسار . فقد اجتازت عصور التاريخ، وبنت الهرم الأكبر من خوفو، ووقفت إلى جانب رمسيس في فتوحاته، وانحدرت مع الإسكندر الأكبر إلى قوم يأجوج ومأجوج، وعبرت البحر مع سيدنا موسى يوم شقه بعصاه، واحتملتها فلك سيدنا نوح فوق أمواج الطوفان، ومثلت مع شكسبير، ثم عادت فتسلقت جبال الألب مع نابليون، بعد أن فرغت من مصاحبة السلطان محمد الفاتح يوم سير السفن على ظهر الأرض ففتح القسطنطينية، واكتشفت أمريكا مع كريستوف كولمبس، وأقامت أسس الولايات المتحدة مع واشنجتون، وفتحت السودان مع كتشنر، وأعلنت الحرب الأوروبية مع غليوم الثاني، ودعت إلى السلام مع ولسن، ودحرت اليونان مع مصطفى كامل، وقاومت الإسبان والفرنسيس مع عبد الكريم، وثارت في الجبل مع الدروز، وحضرت اجتماع المؤتمر الوطني مع سعد. هذه شخصية أزلية خالدة.
22
بعد ذلك أخذت الفرقة راحة يسيرة، تستعد فيها لتقديم مسرحيتها الجديدة التالية، فقدمت طوال شهرين مجموعة كبيرة من مسرحياتها السابقة - التي عرضت أيام جوق صدقي والكسار - مثل: «ناظر الزراعة»، «عثمان حيخش دنيا»، «دولة الحظ»، «إيدك على جيبك»، «إمبراطور زفتى».
23
وفي يوم 29 / 4 / 1926 عرضت الفرقة مسرحيتها الجديدة السابعة «نادي السمر»، اقتبسها من الفرنسية حامد السيد وكتب أزجالها بديع خيري ولحنها زكريا أحمد، ومثلها: علي الكسار وحامد مرسي ورتيبة رشدي وفكتوريا كوهين وعبد الحميد زكي وعبد العزيز أحمد ومحمد العراقي وسميرة محمد وجانيت حبيب. والمسرحية تعالج مشكلة الخيانة الزوجية، وتبين أن من يعبث بشرف الآخرين، لا بد أن يتجرع من الكأس نفسه. وتم عرض المسرحية على مسرح الماجستيك بعد تحديثه بوضع مراوح كهربائية من أجل راحة الجمهور.
24
وقد كشف الناقد المسرحي محمود طاهر العربي جانبا مهما من شخصية الكسار الفنية، عندما كتب نقدا للمسرحية بدأه بقوله:
قبل أن أبدأ بكلمة عن هذه الرواية أذكر عبارة وعيتها عن علي أفندي الكسار عقب النهاية من مشاهدة رواية «نادي السمر» سألني رأيي، فأبديت له الاستحسان بموضوع الرواية، فقال في حدة: أنا مش عايز كده، أنا أنتظر كلمة النقد قبل الحمد والتشجيع. دلني على خطأ أو موضع ملل. أصلح لي عيبا أكن لفضلك شاكرا. ثم أشاح مشككا غير مرتاح الضمير. وكم كان لهذه العبارة أثر عميق في نفسي؛ فأكبرته من أجلها، وأدركت منها سر نجاحه المدهش وظفرة نبوغه السريع الذي لا يتسنى إلا للنذر القليل من العبقريين الذين يهبهم الله بهبات خاصة.
Página desconocida