الشخص -يعني إسماعيل بن جعفر- ثم إن الباطنية القديمة خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة، وصنفوا كتبهم على ذلك المنهاج، فقالوا في الباري تعالى: إنا لا نقول: هو موجود، ولا: لا موجود، ولا عالم، ولا جاهل، ولا قادر، ولا عاجز وكذلك في جميع الصفات، فإن الإثبات الحقيقي يقتضي شركة بينه وبين سائر الموجودات في الجهة التي أطلقناها عليه، وذلك تشبيه، فلم يمكن الحكم بالإثبات المطلق، والنفي المطلق، بل هو إله المتقابلين، وخالق الخصمين، والحاكم بين المتضادين١، ونقلوا في هذا نصا عن محمد بن علي الباقر [٧] أنه قال: لما وهب العلم للعالمين قيل: هو عالم، ولما وهب القدرة للقادرين قيل: هو قادر؛ فهو عالم قادر؛ بمعنى أنه وهب العلم والقدرة، لا بمعنى أنه قائم به العلم والقدرة، أو وصف بالعلم والقدرة، فقيل [فيهم] ٢ إنهم نفاة الصفات حقيقة، معطلة الذات عن
_________
= معروفة لرواد مواخير فرنسا، وغيرها، وأندية القمار. وأتاوته المفروضة على أتباعه تجعل منه قارون العصر الحديث. والفريق الثاني: هم البهرة الداودية. وهم أتباع طاهر سيف الدين، وينتشرون في بومباي وكراتشي وجبل حراز باليمن، وبعض جهات زنجبار. ولطاهر عليهم الكلمة النافذة التي لا ترد ولا تناقش، وكيف، وهو الإمام المعصوم؟ هذا وقد نشط دعاة الإسماعيلية في السنين الأخيرة نشاطا عجيبا غريبا في مصر، من مظاهره اتصال زعمائهم بشيوخ الأزهر، ونشر بعض أساتذة الجامعة بعض مخطوطاتهم التي كانوا أشد ما يكونون حرصا على إخفائها، ولا يخالطنا شك في أن غاية الناشر هي خدمة الحقيقة، ونحن نرحب بهذا النشر حتى يكون المسلمون على بينة من أمر هذه الطوائف التي تعمل جاهدة في سبيل أن تكون المجوسية دينا ودولة.
١ قال الحميري في الحور ص١٤٨: "وقالت الإسماعيلية: إن الله لا شيء، ولا: لا شيء لأن من قال إنه شيء فقد شبهه، ومن قال إنه لا شيء فقد نفاه. فقالوا فيه بالنفي والإثبات جميعا" اقرأ كتاب راحة العقل للكرماني ففيه تفصيل مذهبهم.
٢ أثبتها نقلا عن الملل والنحل.
1 / 34