وكان على [نحو] ١ مذهب الحلاج، بعد هذا أيام الراضي وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي٢" ا. هـ.
قلت: فكيف بمن يقول صريحا: إن الخلق هو الحق٣، والحق هو الخلق، والحق هو الإنسان الكبير، وهو حقيقة العالم وهويته؟!
وقال شيخ الإسلام الشيخ محيي الدين النووي الشافعي في كتاب الردة الروضة٤ مختصر الرافعي. قال المتولى: "من اعتقد قدم العالم، أو حدوث [٤] الصانع -إلى أن قال- أو أثبت له الانفصال، أو الاتصال، كان كافرا٥" ا. هـ.
_________
١ ساقطة من الأصل. وأثبتها عن الشفاء.
٢ ص٢٨٢ ج٢ الشفاء.
٣ يعني الصوفية بالحق: الله ﵎.
٤ لعله سقط حرف "من" قبل لفظ الروضة.
٥ في التصريح بنفي الاتصال والانفصال معا في آن واحد، وعن ذات واحدة خلل منطقي. فهما يتقابلان تقابل السلب والإيجاب، فيلزم من انتفاء أحدهما ثبوت الآخر. وفيهما أيضا إجمال واشتباه، فقد يعني بالانفصال أنه سبحانه بائن من خلقه مستو على عرشه، ليس كمثله شيء. وهذا حق يؤمن به من أسلم قلبه لله، ووحده توحيدا صادقا في ربوبيته وآمن بأسمائه وصفاته كما هي في القرآن والسنة.
وقد يعني بالانفصال أنه سبحانه لا يتصل بالعالم صلة خلق أو تدبير، أو علم منه سبحانه، أعني نفي كونه خالقا عليما يدبر الأمر، أو أنه سبحانه ليس لإرادته، أو قدرته أثر في مقادير الوجود، وغير ذلك مما يدين به الفلاسفة، ومرادهم منه =
1 / 30