El Camino en los fundamentos de la religión

Ibn Hasan Muhaqqiq Hilli d. 676 AH
147

El Camino en los fundamentos de la religión

المسلك في أصول الدين

من العلم بزوالها وإما أن لا يكون ، ويلزم من الأول الإيهام ، وهو محال على الحكم ، فتعين أنه لو نسخها لعلم ما لم يكن عالما به ، ولا معنى للبداء إلا ذلك ، وأما كون البداء (44) محالا فلأنه يلزم عدم علمه بالمعلومات قبل كونها ، لكن هذا باطل بما ذكرناه في أبواب التوحيد.

وأما النقل ، فمن سنة موسى عليه السلام قوله : «تمسكوا بالسبت أبدا» (45) و «ما دامت السماوات والأرض» ومثل معنى ذلك تنقل النصارى عن عيسى عليه السلام .

والجواب عن الأول : قوله : «لو جاز النسخ لزم البداء» قلنا : لا نسلم ، وظاهر أنه لا يلزم. وهذا لأن البداء هو النهي عن ما أمر به والوقت والمكلف والوجه واحد والنسخ هو إزالة مثل الحكم الشرعي بدليل شرعي متراخ عنه ، فتغاير الوقت يرفع البداء.

قال شيخنا المفيد رضوان الله عليه : قول الإمامية في البداء طريقه السمع دون العقل ، وقد جاءت الأخبار به عن أئمة الهدى عليهم السلام . والأصل في البداء هو الظهور ... فالمعنى في قول الإمامية : «بدا لله في كذا» أي ظهر له فيه ، ومعنى ظهر فيه أي ظهر منه ، وتقول العرب : قد بدا لفلان عمل حسن ، وبدا له كلام فصيح ، كما يقولون : بدا من فلان كذا ، فيجعلون اللام قائمة مقامه ، وليس المراد من البداء في قول الإمامية تعقب الرأي ووضوح أمر كان قد خفي عنه ... شرح عقائد الصدوق ص 24 25 مع تلخيص وتصرف في العبارة.

Página 169