Marcha del Teatro en Egipto 1900-1935: Compañías de Teatro Musical
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Géneros
هذا بالإضافة إلى العروض الخاصة بالجمعيات والأندية الأدبية، مثل مسرحية «البريئة المتهمة»، لصالح نادي موظفي الحكومة بالقاهرة - مقر جمعية أنصار التمثيل - في ديسمبر 1914، ومسرحية «القضية المشهورة» للنادي نفسه في يناير 1915، ومسرحية «هملت» لصالح جمعية التقدم للعميان بالإسكندرية في مارس 1915.
57
كما خصصت الفرقة إيراد بعض حفلاتها لصالح أسرى وجرحى الجيش العثماني .
58
وبجانب هذه العروض كانت الفرقة تقدم الفصول المضحكة من محمد كمال المصري (شرفنطح)، وفوزي الجزايرلي، والمقطوعات الغنائية من توحيدة والسيدة اللاوندية وزكي مراد، والقطع الموسيقية من سامي الشوا وعبد الحميد علي، هذا بالإضافة إلى ألعاب التنويم المغناطيسي. وفي هذا الموسم ظهر بعض الممثلين ضمن أفراد الفرقة، ومنهم: حافظ نجيب، محمد يوسف، حسين حسني، ماري إبراهيم، لبيبة فارس.
وعلى الرغم من أن الفرقة عرضت مجموعة كبيرة من المسرحيات الجديدة، التي لاقت استحسان البعض، إلا أن مسرحية «عفيرة» لعبد الحليم دلاور لاقت هجوما من أحد المغرمين بالتمثيل، فكتب كلمة نشرتها جريدة «الأفكار» في 19 / 1 / 1915، جاء فيها: ... رأينا فيها عيوبا فاضحة ألجأنا الحق إلى إظهارها، وقع المؤلف والممثلون في غلطات وصمت العرب، وخالفت عوائدهم. وغريب جدا ألا يختار المؤلف مما اشتهر به العرب، كما يشهد التاريخ، إلا الحب والغرام، وليته كان عذريا بل حب أدى إلى الزنى وسفك الدماء ... ومن ذلك يظهر جليا أن الرواية لم تمثل العرب، إلا في الحب والخيانة ووأد البنات أحياء. فهل ضاق أمام المؤلف أمثال شجاعتهم النادرة، وكرمهم الجم، وقوة إرادتهم، وشدة ذكائهم، وغيرها من الأمثال التي وسعت نطاق ملكهم، فجعله يمتد من الهند والصين إلى حدود فرنسا شرقا. وكان بودي أن أبين الانتقادات واحدة بعد الأخرى، غير أنها لكثرته الخاصة بالرواية لا أرى إلا أن المؤلف إما أن يصلح موضوعها وإما أن يجعلها في سلة المهملات. أما انتقاداتي بخصوص الممثلين، فإني أبسطها ليتلافوها؛ إذ جل أمانينا أن يسيروا إلى الأمام خطوات واسعة، فأقول إن أبا صخري كان لكبر سنه البالغ على ما قدره بعض الظرفاء لطول ذقنه تسعين سنة على الأقل، كان يمشي مشية الرجولية دون أي انحناء ولو قليلا، مع أنه يمسك عكازا في يده ما كان إلا ليتوكأ عليه، وكان يتكلم بصوت الشباب، وأؤكد أن ممثل هذا الدور هو حسين حسني لولا هذه الدقائق لنال استحسانا عظيما، كما نال محمود حبيب ممثل دور الأشعث بن الضحاك. أم شرزق وهو زكي عكاشة، فنأمل منه مراعاة لذوق التمثيل أن يخلع خاتمه الألماس مرة أخرى إذا مثل عربيا في «عفيرة» و«القضاء والقدر». أما بقية الممثلين فكانوا لابسين أحذيتهم العادية، وهذا ما لم تعهده العرب، فنرجوهم مراعاة ذلك حتى لا ينتقدهم منتقد. وإذ ذكرنا الممثلين فلا ننسى ممثلة دور عفيرة، فإنها لم تلحظ ذوق نساء العرب في ملابسهن وكلامهن وحركاتهن؛ إذ كانت مرتدية ثيابا تبين زنديها، وكانت جامدة في حركاتها، وصوتها فكان خافتا جدا، بخلاف الست مريم سماط التي ألبست دور غادرة لبوسا جليلا، فأعجب بها الجميع أيما إعجاب، وبرهنت حقيقة على أنها الأولى بين زميلاتها.
ومن أهم الأحداث الخاصة بفرقة عكاشة في هذا الموسم الصراع مع فرقة جورج أبيض حول مسرحية «صلاح الدين وفتوحاته» تأليف فرح أنطون. وتتلخص القضية في أن فرح أنطون تعاقد مع جورج أبيض بخصوص هذه المسرحية في أبريل 1914، مقابل أقساط مالية محددة، وتمثيل ليلة خاصة للمؤلف. ولكن الأقساط لم تدفع بكاملها، ولم تمثل الفرقة الليلة الخاصة بالمؤلف، ولم تمثل المسرحية على الإطلاق. وعندما طالب فرح أنطون بحقه أبلغه جورج أبيض بأنه باع المسرحية لمتعهد إيطالي لمدة سنتين، وعليه مطالبة المتعهد بباقي الأقساط.
وفي مارس 1915 باع فرح أنطون المسرحية نفسها لفرقة عكاشة، التي أعلنت عن تمثيلها بدار التمثيل العربي يوم 16 / 3 / 1915، وقبل العرض اقتحم محضر المحكمة المختلطة ومأمور قسم الأزبكية المسرح؛ لينفذا حكم قاضي الأمور المستعجلة بالحصول على جميع نسخ المسرحية من المخرج والممثلين والملقن؛ للحفاظ على حق المتعهد الإيطالي. فخرج المؤلف إلى الجمهور وشرح لهم الأمر، وأعلن أن المسرحية ستمثل اليوم. وبالفعل قام الممثلون بالتمثيل دون نسخ ودون ملقن، معتمدين على الذاكرة والتدريبات السابقة.
وفي يوم 18 / 3 / 1915 أعلنت فرقة جورج أبيض تمثيل المسرحية بالأوبرا مساء فقامت فرقة عكاشة بتمثيلها في نفس اليوم نهارا وخفضت الأسعار انتقاما من فرقة أبيض. وفي المساء وأثناء تمثيل فرقة أبيض للمسرحية بالأوبرا استصدر فرح أنطون من قاضي محكمة عابدين حكما بالحجز على إيراد الليلة ليستكمل أقساطه المتأخرة، وبالفعل حدث ذلك. واستمر الصراع حول هذه المسرحية فترة طويلة حتى صرحت نظارة الداخلية بتمثيلها، فعرضتها فرقة عكاشة بدار التمثيل العربي يوم 22 / 4 / 1915.
59
Página desconocida