Marcha del Teatro en Egipto 1900-1935: Compañías de Teatro Musical
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Géneros
مضى على جوق مصر العربي خمسة عشر عاما، وهو سائر في طريق التقدم والنجاح، حتى بلغ درجة عظيمة واكتسب رضاء الجمهور، كيف لا يكون ذلك وحضرة البارع الشيخ سلامة حجازي الممثل الفريد بمصر هو القابض على زمام هذا الجوق والمتولي أمر تهذيب المشخصين وتعليمهم. وبمناسبة دخول هذا الجوق في السنة السادسة عشرة، سيبدأ في هذا المساء بتشخيص رواية «البرج الهائل»، وهي رواية غرامية تظهر ضروب الخلاعة والترف والانغماس في الشهوات، الصادر من مرجريت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر، ونتيجة انتصار الفضيلة وسقوط الرذيلة. ومتى علم القراء أن هذه الرواية من أحسن الروايات التي ألفها الروائي الشهير دوماس، وأن حضرة الشيخ سلامة حجازي سيكون له أعظم دور في هذه الرواية، لا شك وأنهم يبادرون إلى مشاهدتها.
وبعد العرض قالت الجريدة أيضا في 4 / 10 / 1903:
أتقن المشخصون أول أمس تمثيل رواية «البرج الهائل»، حتى إن المغرمين بمشاهدة مراسح التشخيص قد عرفوا أهمية هذه الرواية، فغص التياترو بالمتفرجين ولم يبق لمتأخر مكان عند رفع الستار. أما حضرة البارع الشيخ سلامة حجازي، فقد أعجب الحاضرون ببراعته في تمثيل دوره، وكذلك مشخصة دور الملكة مرجريت التي أجادت كل الإجادة، واقتدى بها غيرهم من المشخصين الذين استحقوا ثناء الجمهور.
غلاف مسرحية «البرج الهائل».
ومسرحية «البرج الهائل» تدور أحداثها في فرنسا في أوائل القرن الرابع عشر. فعلى نهر السين وأسفل برج نسل يجد الناس كل يوم ثلاث جثث غارقة لثلاثة شبان، دون أن يعلم أحد سر هذه الجثث. وفي إحدى الحانات يتقابل الشقيقان فيليب وكوتيه مع الضابط الإيطالي «بوريدان»، ونعلم من الحوار أن الشقيقين وجدا منذ طفولتهما على باب إحدى الكنائس، وعلى اليد اليسرى لكل منهما وشم لصليب أحمر. ومن خلال الحوار أيضا نعلم أن فتاة مقنعة قابلت فيليب وضربت له موعدا في برج نسل، وحدث نفس الأمر مع بوريدان، ولكن من امرأة أخرى، وعندما ذهب فيليب وبوريدان وشخص ثالث إلى البرج تقابلوا مع ثلاث سيدات، فذاقوا منهن شهوات كثيرة، فأراد فيليب قبل الانصراف أن يتعرف على السيدة المقنعة، ولكنها رفضت، فأخذ دبوسا من ملابسها وجرحها في وجهها المختفي أسفل القناع حتى يتعرف عليها في الصباح. وعندما هم الرجال الثلاثة بالانصراف حكى فيليب لبوريدان حكاية الجرح والدبوس، وفي هذه اللحظة انقض عليهم رجال مسلحون فقتلوا أحدهم، وحاول فيليب وبوريدان الهرب دون جدوى، فتعاهدا على أن يثأر كل منهما للآخر إذا كتبت النجاة لأحدهما، وكتب فيليب ورقة بدمه وبالدبوس وأعطاها لبوريدان، وهنا يهجم المسلحون على فيليب فيقتلوه، ويستطيع بوريدان الهرب.
وفي الصباح نعلم أن المرأة التي جرحت بالدبوس أمس، ما هي إلا الملكة مرجريت ملكة فرنسا، ويتعرف عليها من خلال الجرح بوريدان الذي تنكر في زي عراف، وذهب إليها وهددها بورقة فيليب، وبما يعلمه من سر برج نسل. وتتوالى الأحداث بين تهديد بوريدان للملكة، ومحاولة الملكة التخلص منه بكل الوسائل، ولكنها تفشل. ثم نعلم بعلاقة حب شديدة بين الملكة وبين كوتيه شقيق فيليب، ومدى غيرته من بوريدان، ومع توالي الأحداث نكتشف أن بوريدان هذا ما هو إلا خادم الملكة مرجريت وعشيقها عندما كانت صبية، وقد حملت منه، وعندما علم والدها بالأمر أمر أن تسجن في الصباح، ولكنها اتفقت مع خادمها وعشيقها على قتل والدها في المساء، وبالفعل قامت بهذه الجريمة واعتلت هي العرش بعد أن أبعدت عشيقها عن البلاد، وكتبت له رسالة تعترف فيها بكل شيء. ومع تهديد بوريدان للملكة بكشف الرسالة القديمة لزوجها ملك فرنسا تعترف له بأنها أنجبت منه طفلين، أعطتهما لخادم لها كي يقتلهما، وعندما يجد بوريدان هذا الخادم ويسأله عن الطفلين، يقول له إنه عطف عليهما وتركهما على باب كنيسة بعد أن وشمهما بصليب أحمر على اليد اليسرى. وهنا تقع الطامة الكبرى، فإن فيليب الذي قتلته الملكة في برج نسل ما هو إلا ابنها، وأن كوتيه عشيقها ما هو إلا ابنها الثاني، فيحاول بوريدان أن ينقذ كوتيه من الموت؛ لأنه دبر له مكيدة لقتله غيرة على الملكة، ولكن بعد فوات الأوان، فيموت الابن الثاني . وأمام هذه الأهوال وغيرها يقرر بوريدان والملكة الانتحار.
ومسرحية «البرج الهائل» المطبوعة عام 1899 تحمل بين صفحاتها وثيقة هامة، تظهر مدى اهتمام فرقة إسكندر فرح بإقحام الأشعار والألحان والأغاني في بعض المسرحيات دون ضرورة فنية، ولكن لضرورة تجارية ومزاجية، يتحكم فيها ذوق الجمهور الذي يعشق الغنائيات والألحان. ونص هذه الوثيقة عبارة عن بضعة أشعار، وتعليق من فرح أنطون جاء هكذا:
18
مرجريت :
لام فيكم عذوله وأطالا
Página desconocida