Marcha del Teatro en Egipto 1900-1935: Compañías de Teatro Musical
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Géneros
موسم 1923-1924
لم نقف بصورة دقيقة على بداية هذا الموسم بالنسبة لفرقة عكاشة، وذلك بسبب قلة أخبارها وإعلاناتها في الصحف. تلك الصحف التي وجهت اهتمامها منذ مارس 1923 إلى ظهور أحدث فرقة في ذلك الوقت، وهي فرقة يوسف وهبي. وبالرغم من ذلك - وبناء على ما بين أيدينا من أخبار وإعلانات ووثائق - فقد بدأت أخبار فرقة عكاشة في الظهور منذ منتصف ديسمبر 1923.
وهذه الأخبار دلتنا على وجود شقاق بين إخوان عكاشة، عبرت عنه مجلة «التمثيل» قائلة: «من المضحكات المبكيات أن فرقة عكاشة منقسمة إلى حزبين؛ حزب على رأسه عبد الله عكاشة وفكتوريا موسى وعبد العزيز خليل، والآخر على رأسه زكي عكاشة وحاشيته. فرئيس الحزب الأول يحاول جهده إخراج الروايات الكوميدية والدراما، لتمثل فيها زوجته فكتوريا موسى الدور الأول. ورئيس الحزب الثاني لا يمثل إلا الأوبريت، وهكذا فالمسألة مسألة شهرة وحب ظهور، أما الفن فعليه السلام ورحمة الله.»
170
ومهما يكن من أمر هذا الانقسام، فإن فرقة عكاشة عرضت في هذا الموسم مجموعة مسرحيات جديدة، منها: «معروف الإسكافي» تمصير محمد عبد القدوس ومحمد محمد، ومثلت في أواخر ديسمبر 1923.
171
ومسرحية «زبيدة» تأليف محمد حلمي الحكيم ومحمد فريد أبو حديد، ومن تلحين داود حسني، ومن إخراج زكي عكاشة، ومن تمثيل: محمد بهجت، أحمد فهمي، علية فوزي، زكي عكاشة. وقد عرضتها الفرقة في مارس 1924. ومضمونها يقوم على أن الفتاة الفقيرة التي لا نصيب لها من رفاهية الحياة وزخرفها، يجب ألا يغض البصر عنها الشاب المتعلم العاقل الغني، ولا يجب أن يجعل من فقرها فاصلا بينها وبينه، يمنع عواطفه نحوها من الانطلاق في مجراها الطبيعي، خصوصا إذا كانت هذه الفتاة من أصل طيب، ومن بيئة عرفت كيف تهذبها وتغرس في نفسها بذور الفضيلة والخير.
وقد كتب الناقد عدلي جرجس كلمة عن مسرحية «زبيدة»، قال فيها: «هي رواية من النوع الغنائي، الذي يسود فيه التلحين على جوهر الرواية نفسها ... ولقد حاول زكي عكاشة جهد استطاعته أن يغني دوره جيدا ويمثله كذلك، فكان في الحالة الأولى موفقا أكثر منه في الثانية. إلا أننا نأخذ عليه بعض الحرارة في غير موضعها ... ولنا كذلك ملاحظة نبديها على الأستاذ محمد بهجت، الذي كان له الفضل في إخراج هذه الرواية، فلقد أجاد دوره كل الإجادة، ولكنه تصرف فيه تصرفا كبيرا، وأضاف عليه ألفاظا من عندياته، ليست من الرواية في شيء، كما علمنا من مصدر وثيق. غير أننا نهنئ أحمد فهمي على تمثيله الكوميدي اللطيف، فهو ممثل خفيف الظل حلو الروح، قد يبلغ شأوا بعيدا، لو أنه اعتنى بإلقاء الكلام جيدا وتقوية مخارج اللفظ. أما الآنسة علية فوزي، فقد أدهشتنا أيما اندهاش وأجبرتنا على الإعجاب بها، والنظر إليها نظرة خاصة من حيث إنها حديثة العهد بالمسرح، وعلى رغم حداثتها هذه، أبدعت كل الإبداع في معظم مواقفها. والذي سرنا للغاية هو أنها كانت لا تغني دورها فقط، بل تمثله تمثيلا يكاد في بعض الأحايين يفوق غناءها وقعا وتأثيرا ... والآن لنا كلمة عن تلحين الرواية، وعن أسلوب داود حسني الذي اتخذه لذلك، فنقول إن مزاجه الموسيقي شط به في مواضع كثيرة من الرواية، وإن هناك بضعة ألحان لا تتفق مع المعنى الذي تؤديه، خصوصا في الفصل الأول الذي كان يستلزم كمية كبيرة من الطرب، ما دامت أشعاره عبارة عن موشحات أندلسية. وفي الختام نلفت نظر حضرة المدير الفني زكي عكاشة، إلى أن الفصل الأول طويل جدا، وأنه يحسن به شطره إلى قسمين، ينتهي أولهما عند رقصة «أحلام العاشقة»، التي لحنتها بمهارة نادرة، صاحبة العصمة خديجة هانم فخري، فإن فعل لك كانت الرواية أشد وقعا على المتفرج.»
172
أما المسرحية الجديدة الثالثة فكانت مسرحية «سوسو هانم»، وهي من تأليف حسين سعودي، ومن تمثيل: عبد العزيز خليل، فكتوريا موسى، وردة ميلان، وبدأ تمثيلها في أواخر مارس 1924. وتدور أحداثها حول سوسو هانم، وهي فتاة خليعة لها أخ يدعى محسن بك، متزوج إلا أنه مستهتر. وكانت سوسو تحب ضابطا، هو شقيق إحدى صديقاتها، له أب مجرم بدد مبلغا من النقود، واتهم أحد الموظفين وهو علوي بك شقيق عفت هانم زوجة محسن بك، إلا أن علوي بك لاذ بالفرار فثبتت عليه التهمة. وكانت أخته تقابله سرا، فارتابت حماتها في سيرها، وأوعزت إلى أخيها خليل بك بمداعبة الزوجة لامتحان إخلاصها، إلا أن خليل يعود بالصد والتحقير. ويبيت خليل بك عند أخته في حجرة ابنها محسن بك. وفيما هو نائم يحضر ابن أخته سكرانا مترنحا، وينهال على خاله ضربا بالعصا، مشتبها فيه، بعد أن رأى حذاءه، فظن أن امرأته خانته مع عشيق لها. وفي النهاية تتألم سوسو هانم من أن حبيبها الضابط رفض أن يعيد إليها رسائلها الغرامية وصورها، مهددا إياها بإرسالها لأخيها إذا لم تؤثر على أهلها بقبوله زوجا لها. وبالفعل استطاع هذا الحبيب أن يرسل هذه الرسائل، ولكن عفت هانم تحايلت على زوجها وأخذت منه الرسائل وأنقذت سوسو. ثم لم تطق عفت شكوك حماتها نحوها، فأوعزت إلى أخيها علوي بالمجيء، وكاد يقتله زوجها محسن بك، إلا أنه يدرك في النهاية أنه شقيق زوجته، وأنه بريء. وتنتهي المسرحية بزواج علوي من سوسو هانم.
Página desconocida