Marcha del Teatro en Egipto 1900-1935: Compañías de Teatro Musical
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Géneros
166
ولم تبرح الفرقة مسرحها بالعاصمة إلا يوم 20 / 12 / 1922 لتمثيل مسرحية «العمدة» بتياترو المجلس البلدي بالمنصورة، ولم يبق من نشاط الفرقة في هذا الموسم إلا إعادتها لبعض مسرحياتها من المواسم السابقة، ومنها: «أبطال المنصورة»، «شمشون ودليلة»، «عظة الملوك»، «آه يا حرامي»، «الزوبعة»، «الدموع»، «عبد الرحمن الناصر»، «شيك»، «ملاك وشيطان»، «ألا مود»، «عائدة»، «العقد الذهبي»، «أبو الحسن المغفل»، «تليماك»، «مصرع الزباء»، «صباح»، «الشيخ متلوف»، «البخيل»، «غانية الأندلس»، «هملت»، «هدى»، «العمدة»، «اليتيمتين»، «اليد السوداء».
167
ومن الملاحظ في هذا الموسم أن بعض النقاد بصحيفة الأفكار بدءوا يوجهون أقلامهم نحو عروض الفرقة، حتى ولو كانت هذه العروض لمسرحيات تم عرضها في المواسم السابقة. فمثلا نجد محمود عماد بوزارة الأوقاف يكتب مقالة في 25 / 3 / 1923 عن مسرحية «شمشون ودليلة» بمناسبة تمثيلها في ليلة عيد ميلاد ملك مصر، قال فيها:
مؤلف هذه الرواية أو واضعها على الأصح لم يحسن إعدادها للمسرح ... ولم يبرز من حوادث شمشون الجبار المدهشة الشاذة ما يستفز اهتمام الجمهور وانتباهه. واكتفى منها بحادثة عادية، هي قتل رجل من الفلسطينيين، مع أن له من حوادث البطولة في عدائه لهؤلاء، ومن حادثة شطر الأسد إلى شطرين وغيرها، ما هو أدعى إلى إظهار شخصيته العظيمة وتقريبها من عقول الناس، حتى يعجبوا من ضعفه واستكانته بعد قص شعره، ويروا في الرواية شيئا من المفاجآت الروائية المشوقة التي هي رأس مال التمثيل. ولولا حادثة زحزحة العمودين التي أدت إلى هدم المعبد، وختمت به الرواية؛ لرأى الناس في شمشون رجلا عاديا لا يعتد به ... والغريب أن فترات الانتظار خلال الفصول كانت أطول من الفصول نفسها. أضف إلى ذلك أن القائم بدور شمشون الجبار هو الشاب الرقيق الأنيق زكي عكاشة، صاحب الصوت الذائب الأغن، وأن عبارة الرواية من صوغ الممثل الماجن الخفيف بشارة واكيم، الذي عرفناه ممثلا فقط، ولم نعرفه كاتبا ومعربا. وزد على ما تقدم أن الرواية نثرية وأنها أوبرا (تلحينية)، وأن ملحنها داود حسني الذي لا يعرف من الموسيقى إلا الموال والمذهب والدور ... وإذا ضربنا صفحا عن كل ما سردناه من عيوبها، فلا نصفح أبدا عن سوء ذوق الفرقة في اختيارها تمثيل هذه الرواية التي تنتهي بالهدم والتخريب في عيد ميلاد مليك البلاد، ولا يخفى أن ذلك ليس من التأديب والتفاؤل في شيء.
بعد نشر هذه المقالة بيوم واحد كتب الصحفي عبد العزيز توفيق مقالة أخرى بعنوان «تاريخ رواية «شمشون ودليلة»» بدأت بتعضيد كل ما قاله محمود عماد في مقالته السابقة، ثم زاد عليه كما هائلا من الذم والسب في رجال فرقة عكاشة، حتى وصل إلى غرضه الأساسي، وهو أن إبراهيم رمزي ترجم لفرقة عكاشة هذه المسرحية منذ سبع سنوات، وأن الفرقة لم تأخذ بها، وعهدت لبشارة واكيم بترجمتها حتى يستطيع أن يقحم القطع الغنائية بصورة ترضي الفرقة، حتى ولو كانت هذه الأغاني لا تتفق مع الموضوع، وهو الأمر الذي لم يقم به إبراهيم رمزي.
168
فاطمة سري.
وفي 16 / 4 / 1923 كتب محمود طاهر مقالة ثالثة عن مسرحية «آه يا حرامي»، قال فيها : «أصل «آه يا حرامي » مهزلة إنجليزية اسمها «بيبوكيت»؛ آه النشال، لكاتب إنجليزي يدعى «جورج بهاوتراي»، مثلت للمرة الأولى على مسرح جلوب بلوندرا (لندن) يوم 24 / 4 / 1886؛ لذلك لا أرى ما يبرر لعباس علام إغفاله ذكر المؤلف بتاتا، وإيهام الجمهور بأن الرواية «بقلمه»
169 ... فأما من ناحية التمصير فالحق يقال، إن علام قد أجاد إعداد الشخصيات الأصلية للمسرح المصري - من حيث هي شخصيات في مهزلة - إجادة تشهد له بالشيء الكثير من الحذق والمهارة في هذا المضمار، كما تشهد له نكاته فيها بخفة الروح وسلامة الذوق ورقة المزاج، وإن المشاهد ليشعر بالروح المصرية منتشرة على المسرح، الشيء الذي لم يوفق إليه أغلب الممصرين ... وكان مجهوده في هذه الرواية على وشك الكمال، لولا كبوة كباها كنا نظنه أكثر احتراسا منها وأبعد عن مواطنها. فالظاهر أنه خضع للفكرة المتسلطة على عقول القائمين بأمر مسرح حديقة الأزبكية، فكرة وجوب إيجاد الألحان في الروايات التي تقدم إليهم ... أراد علام أن يجاري هذه الفكرة، فنحا نحو أمين صدقي في تمصير رواياته فحشر مواضع الأغاني حشرا بمناسبة وبغير مناسبة! ... وإن كان وجود الغناء والرقص حتما، فمن الواجب على المؤلف أو الممصر أن يوجد لهما المناسبات الصالحة، التي تربط بينهما وبين صلب السياق، فلا يكونان دخيلين فضوليين ... بقي الممثلون: فأما عبد العزيز خليل فقد أبرز شخصية الرجل المتمارض كاملة غير منقوصة، فهو لذلك يستحق الثناء كاملا غير منقوص. «بشارة يواكيم»: قام بدور ظريف بما عهدناه فيه من حذق وخفة روح، ولكنه كان كثير الحركات سريع اللهجة أكثر مما يجب، «عبد الله عكاشة»: كان إذا تكلم كمن يحاول أن يغني، وإذا غنى كان كمن يحاول أن يتكلم، «السيدة فاطمة سري»: لولا جمال صوتها لاتضح ضعف التلحين، ولكانت الموسيقى في هذه الرواية أول عناصر سقوطها، «ثابت أفندي»: قام بدور «البربري» وأضحك المشاهدين في مواطن كثيرة. ولقد عجبنا من أمره في الفصل الثالث، إذ لم يأبه بالحائط الفاصلة بين غرفتي الفندق، فكان يخترقها بسهولة وبدون أي مجهود، حتى ليحسبه المشاهد أنه من الشياطين السود.»
Página desconocida