عندما رأت أن الفجر بدأ يظهر، فتحت الباب. وقف الكلب، وهز كل جسده، وذهب ليشرب من الوعاء المثبت إلى جانب المضخة. كان الفناء محاطا بضباب أبيض. كان ثمة مطب صخري بين المنزل ومخزن الحبوب، وكانت الصخور داكنة اللون جراء رطوبة الليل. ماذا كانت مزرعتهم سوى مساحة صغيرة من الأرض الضحلة المتناثرة بين التلال المكونة من كسارة الصخور ومستنقع؟ يا لها من حماقة الاعتقاد في إمكانية الاستقرار هنا والعيش وتكوين عائلة.
كان ثمة شيء غريب على الدرجة العلوية من السلالم؛ حافظة فضلات حصان كاملة، ولامعة. بحثت فيوليت عن عصا تزيحها بها، ثم رأت ورقة تحتها:
لا تظن أن ابنتك المتكبرة العاهرة تستطيع مساعدتك. أراكما طوال الوقت وأكرهها وأكرهك. كيف ترغب في أن يحشر هذا حشرا في حلقك؟
لا بد أنه وضعها هنا أثناء الساعة الأخيرة من الليل، بينما كانت تحتسي قهوتها عند مائدة المطبخ. ربما نظر عبر النافذة، ورآها. عدت لتوقظ أختيها لتسأل عما إذا كانتا قد رأتا شيئا عندما خرجتا، فقالتا: لا، لا شيء. لقد نزلتا على تلك السلالم، ثم صعدتا حاملتين المصباح، ولم يكن ثمة شيء. كان قد وضعها مذاك.
دل هذا على شيء كانت فيوليت مسرورة به. ربما لم يكن للعمة آيفي أي علاقة بالأمر. كانت العمة آيفي تحبس نفسها في غرفتها طوال الليل. ليس هذا لأن فيوليت كانت تعتقد أن أمها كانت حاقدة أو مجنونة إلى درجة تجعلها تفعل شيئا كهذا، لكنها كانت تعلم ماذا كان الناس يقولون. كانت تعلم أنه سيكون هناك أشخاص سيقولون إنهم لم يكونوا يشعرون بدهشة بالغة مما كان يحدث هنا. كانوا سيقولون إن ثمة أشخاصا بأعينهم تقع لهم أشياء غريبة؛ إنه بالقرب من أشخاص بأعينهم يزيد احتمال وقوع تلك الأشياء.
كانت فيوليت تقوم طوال اليوم بأعمال التنظيف. كان خطابها إلى تريفور موضوعا على التسريحة. لم تضعه في صندوق البريد قط. جاء الناس، وسارت الأمور مثل اليوم السابق؛ الحديث، والشكوك، والتخرصات نفسها. كان الفرق الوحيد هو عرض الرسالة الجديدة على الزائرين.
أحضرت أنابيل لهم خبزا طازجا. قرأت الرسالة وقالت: «يجعلني هذا أشعر برغبة في التقيؤ. إنه قريب جدا أيضا. ربما كان بإمكانك سماعه يتنفس تقريبا يا فيوليت. لا بد أنك كدت تفقدين أعصابك كلية.»
قالت العمة آيفي في فخر: «لا يوجد أحد يمكنه أن يدرك الأمر ... أن يدرك ما نمر به هنا.»
قال الملك بيلي: «إذا خطا أي شخص عبر هذا المكان بعد حلول الظلام ... من الآن فصاعدا، فسيطلق عليه النار على الأرجح. هذا كل ما لدي.»
بعد أن تناولوا العشاء، وحلبوا الأبقار وجمعوها، أخذت فيوليت خطابها إلى صندوق البريد حتى يأخذه رجل البريد في الصباح. وضعت البنسات فوق الخطاب كثمن لوضع طابع عليه. تسلقت المنحدر خلف صندوق البريد وجلست هناك.
Página desconocida