أضاءت فيوليت المصباح، وتناولت زجاجة الحبر من الرف، وبدأت في الكتابة إلى تريفور لإخباره عن الأمر. دون مباهاة، فقط إخباره بما كان يجري، جعلته يدرك كيف كانت تتولى الأمور وتهدئ من روع الآخرين، وكيف كانت مستعدة للدفاع عن عائلتها. أخبرته حتى عن إلقاء الويسكي، موضحة أن التوتر العصبي الذي كان يعاني منه أبوها هو الذي جعله يفكر في اللجوء لتناول الويسكي في المقام الأول. لم تقل إنها كانت خائفة. أشارت إلى حالة السكون، والظلام، والوحدة في ليالي أوائل الصيف. وبالنسبة إلى من كان يعيش في بلدة أو مدينة، في تلك الليالي يكون الظلام دامسا والوحدة قاسية، لكن ليس هناك سكون كبير، على أي حال. ليس إلا إذا كان المرء يستمع إلى شيء ما. كان المكان مترعا بالأصوات الخافتة، القصية والقريبة، للأشجار في تحركها وتقلبها، وأصوات الحيوانات في تنقلها وأكلها. راقدا خارج الباب، كان تيجر يصدر صوتا مرة أو مرتين وهو ما كان يعني أنه كان يحلم بالنباح.
وقعت فيوليت خطابها: «زوجتك المستقبلية المحبة والمشتاقة دائما إليك»، ثم أضافت: «مع خالص حبي وإخلاصي.» أطفأت المصباح، ورفعت ستارة النافذة، وجلست هناك تراقب الوضع. في خطابها، كانت قد ذكرت أن الريف يبدو جميلا في ذلك الوقت مع إزهار نباتات الحوذان بطول الطرق، لكنها وهي جالسة تراقب لترى ما إذا كان ثمة شيء يتحرك منفصلا عن الظلال المتكتلة في الفناء، وتتسمع وقع أقدام خفيفة، فكرت أنها كانت تكره الريف حقا. كانت المتنزهات أكثر جمالا في وجود الحشائش والزهور، وكانت الأشجار بطول الشوارع في أوتاوا في أجمل صورة يمكن أن يرجوها المرء. كان هناك نظام، وبعض الذكاء. هنا يوجد فراغ، وشائعات، وعبث. ماذا كان سيعتقد الناس الذين كانوا قد دعوها إلى حفلات العشاء إذا رأوها تجلس هنا وأمامها بندقية؟
هب أن المتطفل، القاتل، صعد السلالم؟ كان عليها أن تصوب البندقية تجاهه. أي جرح جراء إطلاق النار من البندقية سيكون مروعا، من هذه المسافة. ستكون ثمة محاكمة وستظهر صورتها في الصحف، تحت عنوان: «نزاع ريفي».
إذا لم تطلق النار عليه، فسيكون الأمر أسوأ.
عندما سمعت صوت طرقة، هبت واقفة على قدميها، وقلبها ينبض. بدلا من تناول البندقية، دفعتها بعيدا. كانت تعتقد أن الصوت آت من الشرفة الخارجية، لكنها عندما سمعته مرة أخرى علمت أنه آت من الدور العلوي. علمت، أيضا، أنها كانت نائمة.
لم يكن ذلك إلا أختيها. كانت بوني هوب ذاهبة إلى الحمام.
أضاءت فيوليت المصباح لهما وقالت: «لم تكونا في حاجة إلى الاستيقاظ معا ... كنت سأذهب معك.»
هزت بوني هوب رأسها وشدت على يد دون روز وقالت: «أريدها أن تذهب معي.»
بدا هذا الرعب الذي كان يتملكهما كما لو كان يجعلهما أقرب إلى البلهاء. لم تكونا تنظران إلى فيوليت. هل تستطيعان حتى تذكر الأيام التي كانتا ترجعان فيها إليها في كل شيء، وكانت هي ترشدهما وتدللهما، وتحاول أن تجعلهما تبدوان جميلتين؟
قالت فيوليت في حزن قبل أن تغلق الباب: «لماذا لا تستطيعان ارتداء ثوب النوم؟» أخذت تراقب وبيدها البندقية حتى عادتا وذهبتا إلى الفراش. ثم أضاءت الموقد وصنعت قهوة؛ لأنها كانت تخشى أن تنام مرة أخرى.
Página desconocida