أفعل ذلك. في الداخل، المكان سري رائع، ظليل ومهمل، تكسو الأرضية غير المستوية كومة من بقايا أشجار مورقة. السقف منخفض جدا حقا. كان على كلينا الانحناء.
يسأل السيد كرايدرمان: «هل تشعرين بالحرارة؟» «لا.» في حقيقة الأمر، تمر موجات هواء باردة فوقي؛ موجات من الضعف، والتوتر الجسدي. «نعم، تشعرين بالحرارة. أنت متعرقة بالكامل تحت كتلة شعرك هذه.»
يلمس عنقي بطريقة لا عاطفة فيها، مثل طبيب يفحص حالة، ثم يحرك يده إلى خدي وحدود شعري. «حتى جبهتك متعرقة.»
أستطيع أن أشم رائحة السجائر في أصابعه، ورائحة حبر آلات الطباعة الموجودة في مقر الجريدة. كل ما أريده هو أن أكون على قدر ذلك. منذ أن لمس السيد كرايدرمان حلقي عند حوض المطبخ، كنت أشعر أنني أرى مدى قوة أكاذيبي، خيالاتي. أنا شخص قادر على القيام بأعمال مدهشة لكنني لا حول لي ولا قوة. لا أملك إلا الاستسلام، الاستسلام للعواقب. أتساءل عما إذا كان الهجوم الجنسي سيحدث هنا، دون إعداد مسبق؛ هنا داخل أركان الظلة الصيفية، على هذه الأرضية، بين الأوراق الميتة والأغصان الشائكة التي ربما تخفي أجساد فئران أو طيور ميتة. أعرف شيئا واحدا؛ ألا وهو أن الشكوى من التعاسة في الحب، التوسلات الرقيقة والتأوهات التي عادة ما يصرح بها السيد كرايدرمان في خيالي، لن يكون لها مكان في الواقع حقيقة.
يقول السيد كرايدرمان: «هل تعتقدين أنني سأقبلك يا جيسي؟ ... لا أشك في أنك ستسمحين لي بتقبيلك. لا.» يقول ذلك، كما لو كنت قد سألته بصورة محددة عن ذلك: «لا يا جيسي. دعينا نجلس.»
هناك ألواح خشبية ملحقة بجدران الظلة الصيفية وهي بمنزلة مقاعد. بعضها مكسور. أجلس على أحدها الذي ليس مكسورا، ويجلس هو على آخر. نميل إلى الأمام لتفادي الأفرع الخشنة التي انكسرت عبر جدران التعريشة.
يضع يده على ركبتي، على تنورتي القطنية. «ماذا عن السيدة كرايدرمان يا جيسي؟ هل تظنين أنها ستكون سعيدة جدا إذا رأتنا الآن؟»
أنظر للسؤال باعتباره سؤالا لا يحتاج إلى إجابة، لكنه يكرره، وعلي أن أجيب، «لا.» «لأنني فعلت بها ما ربما تحبين أن أفعل بك، فهي ستلد طفلا، ولن يكون الأمر سهلا بالنسبة إليها.»
يلمس رجلي من خلال القطن الخفيف. «أنت فتاة عفوية يا جيسي. يجب ألا تدخلي أماكن كهذه مع رجال لأنهم طلبوا منك ذلك. يجب ألا تكوني مستعدة هكذا حتى تدعيهم يقبلونك. أعتقد أنك عاطفية، أليس كذلك؟ أنت شخص عاطفي. لا يزال أمامك بعض الدروس التي يجب أن تتعلميها.»
وهكذا تسير الأمور، الملامسة، والوعظ، في آن واحد. يخبرني أن اللوم يقع علي، بينما تحدث أصابعه حركات خفقان تحت جلدي، مثيرة ألما خفيفا، بعيدا. يؤنبني صوته الجاف. تثيرني يده وتلقي كلماته باللوم علي، ويوجد شيء في صوته يسخر، يسخر إلى ما لا نهاية، من هذين الأمرين. لا أدرك أن هذا ليس عدلا. على الأقل، لا أفكر في القول بأن الأمر ليس عدلا. أشعر بالخزي حقيقة، وبالحيرة، والشوق. لكنني لا أستحي مما يخبرني أنني يجب أن أستحي منه. ولكن من أن يراني أحد في هذا الوضع، أن أبدو غبية، أن يتم إغوائي ثم أوبخ على ذلك. ولا أستطيع وقف هذا الشعور. «ثمة شيء عليك أن تتعلميه يا جيسي؛ أن تقدري الآخرين. تقدري حال الآخرين . يبدو الأمر بسيطا لكن يمكن أن يكون صعبا. سيكون الأمر صعبا بالنسبة إليك.»
Página desconocida