لم يجتز جورج الصف الرابع في دراسته. كان يعمل في مصنع البيانو، حيث كان يرد دون إبداء أي تذمر أو حرج على من يناديه بالغبي. كان غاية في الخجل والهدوء بحيث تبدو فلوريس، التي كانت تتذمر في وهن، أكثر جرأة مقارنة به. كان يقطع الصور من المجلات ويثبتها بدبابيس في كل مكان في غرفته؛ ليست صور فتيات جميلات عاريات لكنها صور أشياء كان يحب شكلها: طائرات، كعك شوكولاتة، البقرة إلسي التي هي شعار منتجات ألبان بوردن. كان يستطيع ممارسة لعبة الداما الصينية، وفي بعض الأحيان كان يدعوني لمشاركته اللعب. عادة، كنت أخبره بأنني مشغولة جدا.
عندما دعوت ماريبيث إلى منزلي لتناول العشاء، انتقدت العمة إنا الضوضاء التي كانت الأساور التي ترتديها تتسبب فيها عند ارتطامها بالمنضدة، وكانت تتعجب من كيف أن فتاة في عمرها كان مسموحا لها أن تهذب شعر حاجبيها. قالت أيضا - في نطاق سمع جورج - إن صديقتي فيما يبدو لا تتمتع بذكاء كبير. لم أندهش. ولم نكن ننتظر أنا أو ماريبيث أي شيء إلا اتصالا مع عالم البالغين غاية في الاصطناع، والألم، والرسمية. •••
كان منزل الزوجين كرايدرمان لا يزال يسمى منزل ستيور. وحتى وقت قريب، كانت السيدة كرايدرمان تسمى إيفانجلين ستيور. كان قد شيد المنزل دكتور ستيور، أبوها. تم تشيده متراجعا عن حدود الشارع على مصطبة ممهدة، مشيدة، ولم يكن كأي منزل في البلدة. في حقيقة الأمر، لم يكن كأي منزل رأيته من قبل على الإطلاق، وكان يبدو لي دائما كمصرف أو مبنى حكومي مهم. كان مكونا من طابق واحد، مستوي السطح، ذي نوافذ فرنسية خفيضة، أعمدة كلاسيكية، وسور حول السطح يوجد وعاء ديكوري في كل ركن من أركانه. كانت الأوعية توجد على جانبي السلالم الأمامية أيضا. كانت الأوعية، والسور، والأعمدة جميعها مطلية بلون أبيض كريمي، وكان المنزل نفسه مغطى بجص بلون قرنفلي فاتح. بحلول هذا الوقت، كان الطلاء والجص قد بدآ يتقشران ويتغير لونهما.
بدأت في الذهاب إلى هناك في فبراير. كانت الأوعية ملآنة حتى آخرها بالثلج مثل أطباق ملآنة بالآيس كريم، وكانت الأجمات المختلفة في الفناء تبدو كما لو أن بسطا من جلد دببة قطبية ألقيت فوقها. كان ثمة ممر صغير ملتف إلى الباب الأمامي، بدلا من الممر العريض النظيف الذي كان الناس يزيحون الثلج عنه.
قالت السيدة كرايدرمان: «لا يزيح السيد كرايدرمان الثلج؛ لأنه يعتقد أن هذا أمر عابر ... يعتقد أنه سيستيقظ ذات صباح وسيكون الثلج قد اختفى، مثل الضباب. إنه ليس مستعدا للقيام بهذا!»
كانت السيدة كرايدرمان تتحدث بنبرة تأكيدية، كما لو كان كل شيء تقوله مهما جدا، وفي الوقت نفسه جعلت كل شيء يبدو كمزحة. كانت هذه الطريقة في الحديث جديدة جدا بالنسبة لي.
بمجرد الدخول إلى المنزل، ما من سبيل لرؤية ما يحدث في الخارج، اللهم إلا من خلال نافذة المطبخ فوق الحوض. كانت السيدة كرايدرمان تقضي معظم وقتها في غرفة المعيشة، راقدة على الأريكة، تحيطها المرامد، والأقداح، والأكواب، والمجلات والوسائد من كل مكان. كانت ترتدي روبا صينيا، أو روبا طويلا أخضر داكنا من الصوف المزغب، أو سترة من الساتان الأسود المبطن - سريعا ما تلطخ بالرماد - وبنطال حمل. كانت السترة تنفتح وتكشف عن جانب من بطنها المنتفخ بصورة غريبة. كانت قد أوقدت المصابيح وكانت الستائر خمرية اللون مسدلة على النوافذ، وفي بعض الأحيان كانت تحرق مخروطا صغيرا من البخور في طبق نحاسي. كنت أحب هذه المخاريط، ذات اللون القرنفلي الباهت، التي كانت توجد محفوظة مثل طلقات رصاص في علبتها الجميلة، محتفظة بشكلها على نحو سحري أثناء تحولها إلى رماد. كانت الحجرة ممتلئة بأشياء عجيبة؛ أثاث صيني من الخشب الأسود المنقوش، زهريات بها ريش طاووس وعيدان البامبس، مراوح مفرودة عبر الجدران الحمراء الباهتة، وأكوام من الوسائد المخملية، والوسائد الساتان ذات الشرابات الذهبية.
كان الشيء الأول الذي كان علي أن أفعله هو أن أرتب المكان. تناولت الجرائد المحلية المتناثرة على الأرض، ووضعت الوسائد في مكانها على المقاعد والأرائك، وجمعت الأكواب التي تحتوي على شاي أو قهوة باردة، والأطباق التي تحتوي على بقايا طعام متصلبة، والأكواب الزجاجية التي كانت لا تزال تحتوي ربما على شرائح من الفاكهة الطرية، وبقايا خمر؛ خليط مسكر، خفيف، لكن لا يزال له مذاق كحولي. في المطبخ، شربت كل ما كان فائضا ومصصت الفاكهة للحصول على المذاق الغريب للكحول.
كان من المنتظر أن تلد السيدة كرايدرمان في أواخر يونيو أو أوائل يوليو. كان عدم وضوح التاريخ على وجه التحديد يرجع إلى عدم انتظام دورتها الشهرية. (كانت هذه هي المرة الأولى التي سمعت بها على الإطلاق أحدا يقول «دورة شهرية». كنا نقول «الحيض» أو «العادة» أو كنا نستخدم تعبيرات غير مباشرة.) كانت هي نفسها متأكدة أنها حبلت في ليلة عيد ميلاد السيد كرايدرمان عندما كانت ثملة من احتساء الشامبانيا. التاسع والعشرين من سبتمبر. كان عيد الميلاد الثالث والثلاثين للسيد كرايدرمان. كانت السيدة كرايدرمان تبلغ أربعين عاما. قالت إنها تعترف بخطئها بزواجها من رجل أصغر منها. وكانت تدفع الثمن. كان عمر الأربعين أكبر مما ينبغي لحمل طفل. كان عمرا أكبر مما ينبغي لولادة الطفل الأول. كان خطأ.
أشارت لعواقب ذلك. أولا: البقع البنية الفاتحة الموجودة في وجهها ورقبتها، التي قالت إنها تغطي جسمها بالكامل. كانت تذكرني بثمرة الكمثرى الآخذة في التعفن؛ ذلك التحول الطفيف في اللون، التجعدات العميقة المحبطة. ثانيا: كشفت عن إصابتها بالدوالي في ساقيها، وهو ما كان يجعلها ترقد على الأريكة. كان الأمر أشبه بعناكب بلون التوت البري، كتل خضراء تغطي ساقيها بالكامل. كان كل ذلك يتحول إلى اللون الأسود عندما كانت تقف. وقبل أن تضع قدميها على الأرض، كان عليها أن تلف ساقيها في ضمادات مطاطية طويلة، ومشدودة.
Página desconocida