أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير المقدسي الحنبلي أبو العباس
شيخ جليل من أعيان المشايخ المسندين، والطلبة الرحالين، قرأ الحديث بنفسه، وكتب التسميعات بخطه، وكان يحدث من لفظه، ولديه فضل، وعنده معرفة بالحديث والأدب، ونسخ ما لا يدخل تحت حصر من اكتب الكبار والصغار، وأجزاء الحديث، وكانت معيشته من ذلك، وكان خطه حسنا، وطريقته مستحلاة، وولي خطابة قرية كفر بطنا، من قرى دمشق مدة، وكذلك ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بسفح جبل قاسيون مدة، وانقطع في آخر عمره، وضعف عن الحركة، وكان الطلبة يقصدونه، وكف بصره في سنة أربع وستين وست مائة، وحدث بالكثير نحوا من خمسين سنة، مولده في سنة خمس وسبعين وخمس مائة بقرية من جبل نابلس اسمها فندق الشيوخ، وتوفي يوم الاثنين قبيل العصر، التاسع من رجب سنة ثمان وستين وست مائة، ودفن بكرة الثلاثاء، بسفح جبل قاسيون، وحمله طلبة الحديث إلى قبره، سمع بدمشق من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني، وأبي الحسين أحمد بن حمزة بن الموازيني السلمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم بن الخرقي، وأبي الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوي، وأبي جعفر المكرم بن هبة الله بن المكرم الصوفي البغدادي، وأبي الحجاج يوسف بن معالي بن نصر الكناني، وأبي المظفر عبد الخالق بن فيروز الجوهري، وأبي طاهر الخشوعي، والقاضي أبي بكر عبد الرحمن بن سلطان القرشي، والحافظين أبي محمد عبد الغني المقدسي، وعبد القادر الرهاوي، وسمع ببغداد من أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن كليب، وأبي محمد عبد الخالق بن هبة الله بن البندار الحريمي، وشيخ الشيوخ أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبي الفرج عبد الرحمن بن أبي الكرم بن أبي ياسر بن ملاح الشط القصري، وأبي شجاع محمد بن أبي محمد بن المقرون، وأبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن أبي القاسم بن الطويلة، والإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ، وأبي علي عمر بن علي بن عمر الحربي الواعظ، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي القاضي أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن يعيش سبط القاضي ابن الدامغاني، وأبي الفتوح مسعود بن أبي القاسم بن غيث الدقاق، وأبي طاهر المبارك بن المبارك بن المعطوش الحريمي، وأبي المعالي هبة الله بن الحسين بن البل الأزجي، وابن حامد عبد الله بن مسلم بن جوالق، وأبي الفرج بن إبراهيم بن البرني، وأبي علي ضياء بن أبي القاسم بن الخريف، والقاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن المندآئي، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة، وسمع بالموصل من أبي الحسن علي بن أحمد بن هبل الطبيب، وأبي إسحاق إبراهيم بن المظفر بن البرني، وسمع بحران من أبي الثناء حماد بن هبة الله الحراني، وسمع بحلب من أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وله إجازات عالية، وممن أجاز له أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي خطيب الموصل، وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وأبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز، وكان شيخنا هذا قد تفرد بالرواية عن جماعة من شيوخه سماعا وإجازة، وقصده الناس، ورحل إليه الطلبة، وازدحم عليه أصحاب الحديث، وانقطع بموته إسناد عال، رحمه الله.
Página 23