Mashariq Anwar al-Uqul
مشارق أنوار العقول
Géneros
( واعلم) أن المراد بالقول هو التلفظ بشهادتين وتصديقه شامل لتصديقه الباطني، وهو التصديق بالجنان ولتصديقه الظاهري وهو فعل العمليات الواجبة لكن ذكر العمل دفعا لتوهم مذهب الأشعرية القائلين إن الأعمال ليست من الإيمان.
(واعلم) أن فائدة التعبد بالقول إنما هي إظهار ما في الجنان من التصديق وفائدة التعبد بالقول تصديق القول الذي قال به (لا يقال) إن ظاهر كلام المصنف قصر الإيمان على التصديق والعمل دون القول باللسان (لأنا نقول) إن القول مستلزم له قوله تصديق قول إذ لا تصديق لمعدوم مع إنه لو اقتصر على التصديق والعمل ولم يذكر القول تصريحا ولا التزاما لقلنا إن القول داخل تحت العمل لأن العمل حركة البدن واللسان جزؤه.
(قوله عملا إذا لزم) أي إذا وجب معطوف على قوله تصديق قول بحذف العاطف وإنما قيد بقوله إذا لم ليعلم أن العمل لا يكون من الإيمان إلا إذا كان لازما فيخرج القول بأن جميع الطاعات إيمان، وفيه تنبيه على إنه يأتي على المكلف حال وليس عليه من الأعمال البدنية مفترض كما إذا لم تبلغه الحجة بشيء من السمعيات أو كان لم يأت عليه وقت يجب فيه عليه عمل (قوله ومن يكن مضيعا لواحد منها) أي التصديق والقول والعمل أي من ضيع واحدا من هذه الثلاثة بعد لزومه فهو هالك استوجب بتضييعه ما افترض الله عليه هلاك المعاند لأنه حينئذ يكون كافرا إما كفر شرك أو كفلا نعمة كما سيأتي فهو إما شاكرا وإما كفورا، ولا منزلة بين الإيمان والكفر معنا.
Página 189