Mashariq Anwar al-Uqul
مشارق أنوار العقول
Géneros
( واعلم) أن المعتزلة وافقونا على ترادف الإيمان والإسلام الشرعيين وأن الشرع نقلهما إلى الإتيان بالواجبات، ولنا على صحة قولنا قوله تعالى ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة))([3]) فسمى إتيان المأمور به دينا والدين هو الإسلام لقوله تعالى ((إن الدين عند الله الإسلام))([4]) وما ليس بإسلام فليس بدين فعلم أن الإيمان إسلام وقوله تعالى ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين))([5]) واعترض على الاستدلال الأول بأن الإشارة في الآية عائدة إلى الإخلاص أي وذلك الإخلاص هو الدين القيمة وعلى الاستدلال الثاني بأن الآية دالة على إنه لا دين سوى الإسلام فتبطل سائر الأديان والإيمان بعض الإسلام وليس هو بدين آخر وعلى الثالث بأن الآية دالة على صدق إطلاق المؤمن على المسلم، والمسلم على المؤمن على ترادف المسلم والمؤمن، فضلا من أن تدل على ترادف الإيمان والإسلام.
Página 186