============================================================
االخروج للجهاد، وحب الموت في سبيل الله، خاليا عما يشتت الذهن أو يلقي الخيار بين الأمرين، وإذا ذكرنا له نوعين من الجهاد فكأننا نخيره الأخذ الابأحدهما، وما بالك إذا فضلنا أحدهما على الآخر، كما يقولون لكل مقام مقال، الا ليس من الحكمة أن نتحدث عن أحكام صوم رمضان، ونحن في ذي الحجة، احوج ما تكون إليه الأمة الإسلامية، من يسمعها أحكام حجها، مع أن كلا الموضوعين حق وصدق.
الا من هنا يتجلى فهم السلف الصالح، وفقههم فيما يقولون ويكتبون، متجد في كتبهم الجهادية شيئا، غير ذكر فضائل الجهاد في سبيل الله، والموت الا هيدا، وذكر أخبار الشجعان من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يغفلوا اجانب مجاهدة النفس، وإنما خصصوا لها موضوعا اخر سموه بالزهد، واكبر اشاهد لما أقول الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله أول من ألف في الجهاد، صص لجهاد النفس كتابه الزهد، وكثير من السلف فعل مثل ما فعل، ومؤلفنا هذا رحمه الله، خصص كتابا اخر لمجاهدة النفس، سماه "تنبيه الغافلين) اوهو من آنفس ما كتب في موضوعه.
المبحث الرابع: في تحقيق النص: (2) توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف: - عنوان الكتاب موجود في كل نسخ المخطوطة التي نسخت من خط المؤلف.
2- قال الحافظ ابن حجر: وجمع كتابا حافلا في أحوال الجهاد(1).
اوقال السخاوي: وهو صاحب مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق، الاو مثير الغرام إلى دار السلام، في مجلد كبير ضخم حافل في معناه، انتفع به االاناس وتنافسوا في تحصيله وقرضه الولي العراقي(2).
وقال أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي: صنف في الجهاد كتابا حافلا سماه مصارع العشاق(3).
(1) أنباء الغمر: 24/7 - 25، ط. الأولى حيدر أباد الدكن- الهند.
(2) الضوء اللامع: 203/1.
(3) شذرات الذهب: 105/7.
Página 35