374

Masaric Cushshaq

مصارع العشاق

Editorial

دار صادر

Ubicación del editor

بيروت

تَرْنُو بِعَينِ رَشَإٍ غَزَالِ، ... رِيقَتُها أشهَى من الجِرْيالِ
قَد زَادَ في حُبّي لهَا بَلبَالي، ... لِحاظُها أمضَى منَ النِّصَالِ
تَرْمي القُلُوبَ ثمّ لا تُبالِي، ... من قَتَلَت هَوىً من الرّجَالِ
وَمَا دَمُ العُشّاقِ بالحَلالِ، ... سَألتُهَا عَشِيّةَ التّرْحَالِ
تَسلِيمَةً، فَلَمْ تُجِبْ سؤالي، ... وَأعرَضَت إعراضَ ذِي مَلالِ
أعشق من كثيِّر عزة
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف، أخبرني عبد الله بن محمد الطالقاني، أخبرني السري بن يحيى الأزدي عن أبيه عن المفضل بن الحسن المخزومي قال: دخل كثيِّر عزة على عبد الملك بن مروان، فجعل ينشده شعره في عزة، وعيناه تذرفان، فقال له عبد الملك: قاتلك الله يا كثير! هل رأيت أحدًا أعشق منك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، خرجت مرةً أسير في البادية على بعير لي، فبينا أنا أسير إذ رفع إلي شخص، فأممته، فإذا رجل قد نصب شركًا للظباء، وقعد بعيدًا منه، فسلمت عليه، فرد السلام، فقلت: ما أجلسك ها هنا؟ قال: نصبت شركًا للظباء، فأنا أرصدها. قلت: إن قمت له لديك فصدت أتطعمني؟ قال: إي والله.
قال: فنزلت فعقلت ناقتي، وجلست أحدثه فإذا هو أحسن خلق الله حديثًا، وأرقه وأغزله. قال: فما لبثنا أن وقعت ظبية في الشرك، فوثب ووثبت معه فخلصها من الحبال، ثم نظر في وجهها مليًا، ثم أطلقها، وأنشأ يقول:
أيَا شِبهَ لَيلَى لَن تُرَاعَي، فإننّي ... لكِ اليَوْمَ من بينِ الوُحوش صَديقُ

2 / 62