فضربت عنقه ثم قال الحجاج: هاتوا من بقي من الخوارج. فقرب إليه جماعة فأمر بضرب أعناقهم فقال: «ما أخاف إلا دعاء من هو في ذمة الجماعة من المظلومين، فأما أمثال هؤلاء فإنهم ظالمون حين خرجوا عن جمهور المسلمين وقائد سبيل المتوسمين.» وقال قائل: إن الحجاج لم يفرغ من قتله حتى خولط في عقله وجعل يصيح: قيدونا قيدونا يعني القيود التي كانت في رجل سعيد بن جبير، ويقال متى كان الحجاج يسأل عن القيود ويعبأ بها. •••
وما نحسب الحجاج إلا فزع وارتاع لقتل هذه الشخصية الكبيرة الفذة وندم أشد الندم، ولكن بعد أن سبق السيف العذل.
هوامش
مصرع أبي مسلم الخراساني
وأخذ أبو مسلم بيد المنصور يعركها ويعتذر إليه. ولكن المنصور أسرع فصفق بيده، فخرج عثمان بن نهيك فضربه ضربة خفيفة بالسيف فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه.
فأومأ أبو مسلم إلى رجل أبي جعفر يقبلها ويقول: أنشدك الله يا أمير المؤمنين، استبقني لأعدائك. فدفعه برجله وقال له: لا أبقاني الله إذن، وأي عدو لي أعدى منك؟
فضربه شبيب فقطع رجله.
فقال أبو مسلم: واتعساه، ألا قوة؟ ألا مغيث؟
وصاح المنصور: اضربوه، قطع الله أيديكم. فاعتوره القوم بالسيوف فقتلوه. (1) مقدمات المصرع
في الحج
Página desconocida