السامرة - وبالعبرية «كوتيم» - هم من جاء بهم ملك بغداد من بابل وكوته وعواء وحماة وسفراويم ولان إلى شمرون، ليحلوا بها محل من أجلاهم من اليهود، وشمرون هي نابلس التي انحرف اسمها من «نيافوليس» - أحد قياصرة الروم - وفي تعريب التوراة كوث، وفي المقريزي كوشا. أما السامرة فكانوا يطلقون على أنفسهم اسم شومريم؛ أي سامرة من اسم شمرون أو بني إسرائيل، وكانوا يقولون: إنهم من أولاد يوسف، وكانوا مشركين عبدة أوثان، فسلط الله عليهم السباع ففتكت بهم، فأرسل إليهم الملك الكهنة لإرشادهم كما ورد في الفصل السابع عشر من سفر الملوك.
هذا؛ وقد هدم يوشناهو - ملك يهودا - أنصابهم كما جاء في الفصل الرابع والعشرين من سفر أخبار الأيام، كذلك يبدو أنه كان باقيا في شمرون بعض اليهود بعد إجلائهم.
وقد حرف السامرة التوراة، بل ذهبوا إلى إنكار اليهودية وإلى ممالأة أعداء اليهود. وكان من أثر هذا، أن زحف هرقانوس بن شمعون الكاهن على بلاد السامرة، مستوليا على نابلس ومخربا هيكل جريزيم. وفي 1623 مات آخر كاهن عظيم لهم من ذرية هارون؛ فانتقلت كهونتهم إلى ذرية غزيتيل من لهات. ونقص عددهم إلى أن أصبح 300 كما ورد في صفحة 122 من تاريخ مكاريوس بك سنة 1909. وكانوا ينزلون جبل جريزيم منزلة القدس وإنكار اليوم الآخر، وفي هذين يفترقون عن اليهود في بداية الأمر، ثم شايعوا اليهود القرائيين في إنكار التلمود. (6) المكابيون
والمكابيون - وبالعبرية مكابيم - ليسوا من الفرق المختلفة ولا المستقلة ولا البائدة، وإنما هم أسرة من بيت الكهنوت العظمى، وهم متاتيا من يوحنان وأولاده الخمسة، ماتوا كلهم شهداء جهادا عن بيت الله وأعداء اليهود. (7) الصدوقيون والبيتوسيون
الصدوقيون - وبالعبرية صدوقيم - من الفرق الإسرائيلية الكبيرة ذات الثروة والشرف؛ نسبة إلى كبيرهم صدوق، بدءوا بإنكار البعث والثواب والعقاب والتقشف، وبالحرص على نعيم الحياة، وذهبوا إلى أن العبد مسير ، وكل شيء مرجعه إلى القضاء والقدر، على نقيض الربانيين والقرائيين وأهل السنة، وقالوا بالعمل بمبدأ النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن على الحقيقة لا المجاز منكرين الدية.
هذا؛ والبيتوسيون نسبة إلى كبيرهم بيتوس، وهم والصدوقيون واحد. (8) الصديقون
الصديقون - وبالعبرية صديقيم - جمع صديق، وهي كما في العربية: الرجل الصالح التقي. وهم ليسوا فرقة، وإنما أهل نسك وزهد. (9) الحسيديم
الحسيديم جمع حسيد، ومعناه الورع الفاضل البار المحسن. وهي فئة بلغ من تفانيها في العبادة أن عندها أن من قتل في يوم السبت حية أو عقربا عد من غير الأتقياء. (10) الأسييم
الأسييم أو الأسينيم فرقة من الأتقياء، تفانى بعضهم في حب بعض وفي كبح جماح النفس إلى حد عدم الزواج، والقناعة بتربية أولاد غيرهم، وإلى احتقار المال والنظافة، ملابسهم بيضاء، يقبلون من يلتحق بهم، ليس بينهم غني ولا فقير ولا تفاضل. وهم أهل سلام يدعون الأمور إلى رؤسائهم المختارين، أحكامهم صارمة عادلة. وهم على أربعة أقسام.
هذا؛ وتماثلهم فرقة أخرى تفترق عنهم باستحسان الزواج بعد اختبار عفة المرأة ثلاث سنوات. (11) الكتاب
Página desconocida