وقد صدرت أوامر الإمبراطور إلى القائد التركي محمد وهيب باشا بتوليته قيادة جيوش الجنوب إلى هرر، وتحرك بجزء كبير من الجيش المرابط هناك إلى «جيرلجوبي » بالقرب من «ولوال»، وقد طلب مددا آخر فأرسل إليه جزء كبير من الجيش النظامي الموجود بأديس أبابا . وسفر القائد التركي وهيب باشا إلى نقطة جيرلجوبي يعد في الواقع بداية الأعمال الحربية المنتظرة.
ومن أخبار ولوال أن الإيطاليين يتجمعون في جهات عصب؛ وهي ميناء تبعد قليلا عن الحدود الحبشية المحاذية لمقاطعة «واللو» مقر ولي العهد حيث يوجد جيش لا يقل عن مائتي ألف مقاتل، وسافرت ثلاث طائرات إلى تلك المقاطعة حاملة القواد والمهندسين، ويرجح أن يبدأ الهجوم الإيطالي من تلك المنطقة. على أنه لا بد لاجتيازها من قطع منطقة قاحلة هي صحراء الدنقلي، وهذه مأهولة بشعب حربي قوي المراس وهو شعب الدنقلي، وتعد هذه المنطقة من مجاهل أفريقيا نظرا لتعصب أهلها وصعوبة الوصول إليها.
وقد وصل
7
من مدة أحد الزعماء الآشوريين، وهو ملك «كمبر»، وتجنس بالجنسية الحبشية والتحق بخدمة الجيش الحبشي لتدريب الجنود، ويقال إنه من كبار القواد العارفين بفنون حرب العصابات ولا سيما الجبلية منها، وقد سافر إلى مقاطعة «واللاجا» أمس أول للبدء بالعمل. •••
وأنشأ الميجر ريد في جريدة نيوزكرو نيكل مقالا أتى فيه على الاحتمالات التي قد تقع فيما إذا نشبت الحرب ما بين إيطاليا والحبشة، فكان مما قال:
مؤكد من اليوم أن الأحباش سيستبسلون جد الاستبسال في الحرب والدفاع عن بلادهم، وعندهم من العقبات الطبيعية مثل الجبال والمنحدرات والهاويات ما يعينهم كثيرا على الدفاع عن بلاد يعرفونها حق المعرفة، فنتيجة الحرب إذن رهن بالطريقة التي يجري عليها الإيطاليون.
وإذا نظرنا إلى الطليان وجدنا أنهم من مدة مضت يدرسون طبوغرافية الحبشة خصوصا في مناطق ثلاث تجاور حدود الأريتريا، وفي ثلاث مناطق أخريات على الصومال الإيطالي.
أما المناطق الثلاث الأولى فهي وادي بركة الجاش، ويؤدي إلى غندار مجاورا لإقليم عدوة، ثم الأراضي الممتدة إلى ما وراء سهول عدوة حتى المكلا ومجدلة.
وهذه الطريق كانت طريق البريطانيين في حملتهم على الحبشة في سنة 1868، ثم سهل الدناكل المؤدي من عساب إلى مجدلة أيضا، وإلى إقليم أوزجا حتى القسم الشمالي من الطريق الحديدي من أديس أبابا إلى جيبوتي؛ فمن هذه المناطق أو الطرق الثلاث ينتظر أن يكون الزحف الإيطالي من الأريتريا على شمالي الحبشة.
Página desconocida