ولم تقفل الترع في وجه السفن الألمانية في الحرب، بل إن هذه السفن لجأت إليها محتمية سنة 1914 فلم تحجزها القوات الإنجليزية التي كانت تحمي الترع ولا هاجمتها، ولكنها أنذرت بأنه ليس في الترعة «حق ملجأ» وأن المرور الحر فيها هو مرور حر لا أكثر من ذلك، وما يحدث للسفينة الألمانية عند خروجها من الترعة ليس من شئون الشركة.
وقد رأى الإنجليز أنك ما دمت في الترعة فإنك لا تصاب بأذى، وحالما تخرج منها يجب عليك ألا تعمل ضررا. •••
ولم يكن في ذلك الزمان جامعة أمم ولا عهد جامعة ولا نهي جامعة
Interdict
وهذا الأخير هو المادة السادسة عشرة المشهورة، وهذا نصها:
إذا عمد أحد أعضاء الجامعة إلى حرب غير عابئ بعهدها وبالمواد 12 و13 و15 منه عد لذلك مرتكبا لعمل حربي ضد سائر أعضاء الجامعة، وفي هذه الحالة يتعهد هؤلاء الأعضاء بأن يعرضوه لقطع كل تجارة معه أو أي علاقة مالية، ومنع كل أخذ وعطاء بين رعاياهم ورعاياه، وكل معاملة مالية أو تجارية أو شخصية بين رعاياه ورعايا أي دولة سواء كانت عضوا في الجامعة أم لم تكن.
ويلوح أن هذا التحديد الشامل جدا يتناول ترعة السويس، صحيح أن الشركة ليست عضوا في الجامعة ولا دولة ولا تابعة لدولة
National
بل شركة تعمل للربح من النقل؛ فهي تشبه لذلك جسرا تمر الناس عليه ويدفعون رسم مرور، ولكن مستخدميها رعايا دول مختلفة
Subjects
Página desconocida