وهذا الكلام من الشيخ محي الدين رحمه الله يقتضي ترجيح النفل في الكعبة على غيره، وربما فيه منافاة للقولين اللذين تقدم نقلهما آنفا، اللهم إلا أن يقال: إن مراده أن صلاة النفل داخل الكعبة أفضل منها خارجها وإن كان فعلها في البيت أفضل.
وأما احتجاجه لذلك بما ذكر من نص الشافعي رضي الله عنه، ففيه نظر؛ لأن كلام الإمام الشافعي إنما هو في الفائتة والمنذورة، ولا يلزم من أفضليتهما في الكعبة أفضلية النفي؛ لدلالة الأحاديث الآتي ذكرها على أن فعل النافلة في البيت أفضل.
وقد أشار الشافعي رضي الله عنه إلى ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى، على أن في ترجيح الصلاة داخل الكعبة على خارجها نظرا؛ لوجود الخلاف في صحة ذلك، وليس هذا موضع بسط الكلام في ذلك.
وقال الشيخ محيي الدين -أيضا- في ((شرح المهذب)) في باب صفة
Página 27