============================================================
المسايل المشكلة الموضع به، كما أنها فى الاستفهام كذلك.
فأما انحزام الفعل بعدها وبعد سائر الأسماء في الجزاع، فينبغي على قياس ما عليه أحكام الأسماء والأفعال فى سائر هذا الموضع، أن يكون بلإن) ولا يكون بالاسم، لأنا لم نحد اسما عاملا فى فعل، وإنما الأفعال تعمل في الأسماء. فهذه المواضع الأربعة التي ذكرنا استعملت (ما) فيها اسما.
فأما كون هذه الكلمة حرفا ففي أربعة مواضع: و منها: أن تكون مع الفعل بمنزلة المصدر، كما أن (أن) الناصبة للفعل كذلك.
وذكر أبو العباس أن سيبويه، والأخفش، اختلفا في (ما) إذا كانت والفعل مصدرا. فسيبويه كان يقول في: أعجبي ما صنعت، إنه منزلة: أعجبني أن قمت، قال(1): فعلى هذا يلزمه: أعجبني ما ضربت زيدا، كما تقول: أعحبيي أن ضربت زيدا، وكان يقوله.
والأخفش يقول: أعجبني ما صنعت، أي: ما صنعته، كما تقول: أعجبني الذي صنعته، فلا يحيز: أعجبيي ما قمت، لأنه لا يتعدى وقد خلط، فأجاز مثله، والقياس والصواب قول سيبويه. انتهى كلام أبى العباس.
والذي يدل من كلامه في الكتاب ما حكاه أبو العباس من مذهبه في أن (ما) هذه حرف عنده قوله في (أن): وتقول: اثتني بعد ما تقول ذاك القول، كأنك قلت: ائتني بعد قولك ذاك القول، كما أنك إذا قلت بعد أن تقول فإنما تريد ذاك. فاستدل على أن (ما) هذه غير كافة بقولهم: اثتني من بعد ما تقول ذاك فقال: لو كانت (بعد) مع (ما) منزلة كلمة واحدة لم يقل: ائتني من بعد ما تقول ذاك القول، ولكانت الدال على حالة واحدة.
والقول عندي فيها: آنها مع ما بعدها من الفعل بتأويل المصدر، وأنه حرف ليس باسم، لأني وحدت صلته في مواضع لا يجوز أن يعود منها إليه شيء، فمن ذلك قوله تعالى: ومما رزفناهم ينفقون ([البقرة: 3] ..
والدليل على أها حرف: أها لا تخلو من أن تكون حرفا أو اسما، فإن كان اسما (1) القائل هو أبو العباس المبرد.
Página 96