Cuestiones Difíciles

Ibn Ahmad Farisi d. 377 AH
198

============================================================

198 المسائا المشكلة 96 ذكر سيبويه الاستثناء المنقطع وأن (إلا) فيه معنى (لكن).

ورما ظن ظان آنه أراد هذا أن انتصاب الاسم بعد (إلا)، كانتصابه بعد لكن)، وإن الخبر مضمر. وهذا التأويل خطأ عليه، ولا يجوز أن يكون أراده. ألا ترى: أنه مثل انتصاب المستتنى بانتصاب (الدرهم) بعد (العشرين)، وهذا من عادته أن يكمتل به ما كان منتصبا عنده عن تمام الجملة المذكورة قبلها، وإنما شبهها برلكن) من جهة المعنى دون اللفظ.

والدليل على أن انتصاب ما بعد (إلا) هنا عن تمام هذه الجملة المذكورة قبلها قولك: جاعي القوم غير النساع، وجاعني الناس غير البهيمة، وقول ذي الرمة: عشية ما لي حيلة غير أنني بلقط الحصى والخط في الأرض مولع (1) الا ترى أن (إلا) في قولهم: حاعني القوم إلا النساء، لا يخلو من أن تكون عاملة عمل (لكن)، فالخبر مضمر، والعامل في الاسم ما قبله من الجملة. فلو كان العامل النصب (لكن) والخبر مضمر، لوجب أن يكون لاغير) خبر مضمر في البيت، وفي المسائل الأخر، كما كان ل(لكن). وإضمار خبر (غير) محال، لأنك إن اضمرته، كما أضمرت خبر (إلا)، وحب أن يكون مرفوعا، كما كان خبر (إلا) لما كان بمعنى (لكن) مرفوعا، وليس هنا شيء يجوز أن يرفع الخبر، من فعل ولا شيء مشبه به. فعلم بذلك آن انتصاب الاسم بعد (إلا) مثل انتصاب (غير) في هذه المواضع، لأها في ذلك سواء وإنما مشبهة بللكن) من جهة المعنى، وأن ما بعد (إلا) لا يكون من نوع ما قبله، بل يكون خارجا منه، كما أن ما بعد (لكن) خارج مما قبله. ألا ترى: أفا لا تخلو من أن يكون بعد إيجاب أو تفي، ولا يكون ما بعدها في كلا الوجهين إلا خارجا ما قبلها، وذلك: ما جاء القوم لكن عمرو، فعمرو خارج مما قبله، و: ما جاعي القوم لكن عمرو لم يقم، أو لكن خرج، فلا يكون ما بعدها إلا خارجا مما قبلها، كما أن (إلا) في الاستثناء المنقطع كذلك، فلهذا شبهه ب(لكن): (1) البيت لذي الرمة.

Página 198