============================================================
المسائا المشكلة ويجوز إذا جررت (رئمان) على البدل من الهاء.
قوله تعالى: لاوالمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاوروتك فيها إلا قليلا ملعونين [الأحزاب: 60، 61]..
المرحفون: كانوا في المسلمين المؤلفة قلوهم الذين كانون يرحفون بأهل الصفة(1). يرموهم بأن يقولوا: إنكم تتناولون النساء لأنكم عزاب.
وأما (ملعونين) قال الفراء: لا يكون قطعا البتة(2)، والقطع عندهم فيما آخبرته عن أبي بكر، أن يراد بالاسم أن يكون صفة لما قبله بالألف واللام، فإذا قطع منه الألف واللام تصب، ولولا قطعك اللام لكان جائزا أن تحريه على ما قبله، فالقطع هنا على مذهبه غير جائز، كما قال، لأنه لا يخلو من آن يجعله صفة للهاء والميم في (هم)، أو للضمير في (يجاورونك)، ولا يجوز في واحد منهما أن تصفه بالألف واللام؛ لأنه مضمر، والمضمر لا يوصف، فإذا لم يوصف لم يكن فيه القطع عندهم.
وهذا عندنا يجوز نصبه على الحال من (هم) في: *لنغرينك بهم ملعونين، لأهم في إرجافهم، هذه حالهم، ويجوز أيضا أن تكون حالا من (لا يجاورونك) أي: لا يجاورونك إلا ملعونين، ويكون (قليلا) ظرفا.
قال ابن عباس: لا يجاورونك فيها إلا يسيرا حتى يهلكوا، ف(قليلا) على هذا- ظرف: فإن قال قائل: كيف يجوز أن يكون قوله: (ملعونين) حالا من (لا يجاورونك)، والمعنى يصير: يجاورونك ملعونين، واللعن: البعد، فكيف يجاوروهم وهم بعداء؟
قيل له: أصل اللعن في اللغة هو: البعد، ثم اتسع فيه حتى قيل لمن مقته المسلمون: ملعون، وإن لم يبعد عنهم في المحل، فعلى هذا يكون (ملعونين) حالا من (1) أهل الصفة: هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منهم منزل، فكانوا يأوون في مسجد رسول الله بالمدينة.
(2) قال الفراء: وقوله (ملعونين) منصوبة على الشتم، وعلى الفعل، أي لا يجاورونك فيها إلا ملعونين.
Página 165