============================================================
149 المسائا المشكلة في مذهبها. وقال أبو عثمان المازني: فيما حكى عنه أبو إسحاق الزجاج: الأصل (لميا) فيقل، فهذا ما قيل في تثقيل (لما) هذه. والآي الثلاث: أعني قوله: لاوإن كل لما جميع لدينا مخضرون، وقوله: ل(وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدليا) [الزخرف: 35]، وقوله. (إن كل نفس لما عليها حافظ يجوز أن تتأول على هذا التأويل الذي قيل: من أن معنى (لما) ك(إلا) ،على أن تكون (إن) فيها هي النافية، لا يمتنع ذلك في شيء منها.
فأما قوله عز وحل: "لوإن كلأ لما ليوقينهم) [مرد: 111])، فلا يجوز فيه هذا التأويل، ولا يسوغ. الا ترى: أنك لو قلت: إن القوم إلا ليكرمنهم، وإن زيدا إلا لمنطلق، لم يكن لدخول (إلا) مساغ ولا محاز.
فإن قلت: أفليس قد دخلت (إلا) بين المبتدأ وخبره في المعنى، فيما حكاه سيبويه من قولهم: ليس الطيب إلا المسك، و(إن) مثل (ليس) في دخولها على المبتدأ وخبره؟.
قيل له: ذكر أن قوما لا يجرون (ليس) محرى (ما)، كما أجروا (ما) مجراها، فقولهم: ليس الطيب إلا المسك، كقولهم: ما الطيب إلا المسك، ألا ترى: أثهم رفعوا (المسك)، كما رفعوا خبر (ما) في نحو ذلك ولم يتأول سيبويه (ليس) على أن فيه ضمير القصة والحديث، لما كان يلزم في هذا التأويل من إدخال (إلا) بين المبتدأ والخبر، فلا مساغ لتشقيل (لما) في هذه الآية على أن تكون بمنزلة (إلا).
فأما قول الفراء من قوله: إن (لما) هذه إنما هي (لمن ما)، ثم حذفت إحدى الميمات لكثرقن، مثل: طفت علماء فلا تخلو (ما) هذه التي قدرها هنا من أن تكون زائدة، أو موصولة، فلا يسهل أن تكون موصولة في قوله: (وإن كل لما جميغ لدينا محضرون أي: لمن هم ما جميع، فليس هذا بالسهل، وإن قدرته على: لمن الذي هم جميع لدينا محضرون ، وقلت: قولهم: هم جميع لدينا، صلة لاالذي)، و(الذي) مع صلته مترلة اسم واحد في صلة (من)، و(محضرون) خبر (ما) الذي معنى (الذي)، والاسم وخبره صلة (من)، فذلك غير جائز، لأن (من) على هذا لم يرجع اليه من صلته شيء، فهذا التقدير في هذه الآية غير متأت.
وأما قوله: "(وإن كل ذلك لما متاغ الحياة الدليال [الزحرف: 35]، فلا يجوز
Página 149