============================================================
المسائا المشكلة أن تقيم الجملة مقام اسم الفاعل، كذلك لا يجوز أن يقام (ما الكلم) مقام فاعل الفعل المبيي للمفعول.
فإن قلت: أضمر المصدر في قوله: أن يعلم، لتصير الجملة الني هي (ما الكلم) في موضع نصب، فيكون إضماري للمصدر كقراءة من قرأ: *وكذلك ثنجي المؤمين(1). يريد: نحي نحاء المؤمنين. فإن ذلك أيضا غير حائز؛ لأن المفعول المنتصب حكمه أن يكون المرتفع في المعنى المقام مقام الفاعل، وليس قولك: ما الكلم: العلم، ولا له فيه ذكر، فلا يجوز على هذا الوجه أيضا. ولو حذفت التنوين، وأضفته إلى (ما)، لكان حكمه أن يكون بمعنى (الذي)، كأنك قلت: علم الذي هو الكلم، ولو جعلته استفهاما لم يجز أن ثضيف (علم) إليه، لأن الجمل لا يكون في موضع جر بإضافة الاسم إليها، إلا ما جاء من إضافة الظروف الزمانية إلى الجمل، وهذا شيء مقصور عليها، ولا تحوز الإضافة في غيرها من الأسماء إلى الجمل.
فإن أضفت (علما) إلى ما كان بمعنى (الذي)، فاحتمل أن يكون (علم) المتعدي إلى مفعول، واحتمل أن يكون المتعدي إلى مفعولين.
فإن جعلت المتعدي إلى مفعولين، وقدرت المصدر: بأن تعلم كان (ما الكلم) في موضع المفعول الأول، وإن كان محرورا في اللفظ كقولك: أعحبي بناء هذه الدار، فهو في المعنى مفعول، وإن كان في اللفظ محرورا، فكذلك يكون (ما الكلم) في المعنى مرفوعا، وإن كان في اللفظ بحرور، كقولك: أعحبني ركوب زيد الفرس، ويضمر مفعولا له. وإن جعلت (العلم) الذي يتعدى إلى مفعول واحد وأضفت، ثم قدرته برأن تعلم) و(أن يعلم) لم يحتج إلى إضمار مفعول، وكان (ما الكلم) في موضع اسم منصوب، إن قدرته برأن تعلم)، أو مرفوع، إن قدرته ب(أن يعلم)، وإن كان محرورا في اللفظ.
39 - وهذه مسألة من الكتاب تدخل في هذا الحد: ذكر سيبويه إجراعهم (ذا) مع (ما) منزلة (الذي)، وأن (ذا) مع (ما) في قولهم: ماذا، على ضربين: أحدهما: أن تكون (ما) مع (ذا) منزلة اسم واحد.
(1) سورة الأنبياء: آية 88.
Página 143