============================================================
المسائا المشكلة _28 وقد خرج أبو العباس ومن قبله من النحويين لقول سيبويه: هذا باب علم ما الكلم في العربية وجوها أرادوا ها ذربة التعلم في الاستخراج، وتحميل الشيء وجوهه التي يحتملها.
وليس من حكم كتابنا هذا أن يذكر فيه مثل ذلك إلا أن بعض من يتعاطى العربية حكى لي بعض المتعلمين عنه في ذلك بحويز وجوه لا جواز لها، ومنع ما لا كتنع من الجواز، فأمليت عليه ما هو مثبت هاهنا، وهو الذي عليه وضع الكتاب.
التنوين في (علم) وأن (ما) استفهام، و(الكلم) مبتدأ، وخبرها (ما)، والجملة في موضع نصب على تقدير: هذا باب أن تعلم ما الكلم، وفاعل (علم) المخاطب.
و(العلم) في باب التعدي على ضربين: يتعدى إلى مفعولين؛ يكون المفعول الأول هو الثاني في المعنى، أو يكون له فيه ذكر، كشرط خبر المبتدأ. وضرب آخر يكون معنى العرفان، لا يجاوز مفعولا، كما لا يجاوز (عرفت) مفعولا. فإذا قدر (ما) استفهاما، كان قوله: علم، هو الذي يتعدى إلى مفعولين، ولا يكون الذي معنى (عرفت)؛ لأن الاستفهام إنما يقع في موضع مفعول الفعل الذي يجوز أن يلغى نحو: ظننت وعلمت وبابه، وذلك أن الإلغاء فيه أعظم من تعليقه وقوع الاستفهام ونحوه في موضع مفعوله، لأنهما إذا ألغيت لم تعمل في لفظ ولا موضع، وإذا وقع الاستفهام في موضع مفعوله عمل في موضع الجملة.
فإن قال قائل: ما تنكر أن يعمل الفعل الملغى في موضع الجملة كما يعمل في موضع الجملة المعلق عنها؟
قيل له: لو عمل في موضعه لعمل في لفظه، إذ لا شيء كمنعه من ذلك في الإلغاء كما يمنعه في التعليق فصل حروف الاستفهام وما أشبهه، فلو كان له في موضع الجملة عمل في الإلغاء لكان له أثر في اللفظ إذ لا مانع كنع من ظهوره فيه.
فرعلم) في قوله: هذا باب علم، أنه في موضع أن تعلم، و(ما الكلم) التي هي جملة استفهام في موضع المفعول الأول، وقد سد مسد المفعول الثاني، كما سد مسد خبر (أن) في قولك: علمت أن زيدا منطلق.
فأما تقديرك قوله: علم، في معنى: أن تعلم. وإن لم تضف إلى ضمير المخاطب،
Página 141