254

Cuestiones dispersas

فتاوى الإمام النووي المسماة: "بالمسائل المنثورة"

Editorial

دَارُ البشائرِ الإسلاميَّة للطبَاعَة وَالنشرَ والتوزيع

Número de edición

السَادسَة

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Ubicación del editor

بَيروت - لبنان

Géneros

Fatwas
وينقضي سِنُّ الكهولة ببلوغ أربعين سنةً ويدخل بالأربعين سنُّ الشيخوخة "والله أعلم".
الحديث على الغاسق إذا وقب
١٦ - مسألة: جاء في الحديث عن عائشة ﵂ قالت: "أُخَذَ رسولُ اللهِ ﷺ بيدي، فأراني القمرَ فقال: استعيذي باللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فإنَّهُ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ".
هل هو حديث صحيح أم لا؟ وما معناه؟ وما سبب الاستعاذة منه؟.
الجواب: هو: حديث ضعيف.
والغَسَقُ: الظلمة، وسماه غاسقًا، لأنه ينكسف، فيسود وُيظلم.
والوقوب: الدخول، والمراد دخوله في ظلمة ونحوِها مما يستره من كسوف وغيره.
قال الِإمام الحافظ أبو بكر الخطيبُ البغداديُّ رحمه الله تعالى: يشبه أن يكون سبب الاستعاذة منه في حال وقوبه، لأن أهل الفساد ينتشرون في الظلمة، ويتمكنون فيها مما لا يتمكنون منه في حال الضياء، فيُقْدِمُونَ على العظائم، وانتهاك المحارم، فأضافَ فعلَهم في ذلك الحال إِلى القمر، لأنهم يتمكنون منه بسببه، وهو من باب تسمية الشيء باسم ما هو سببه، أو ملازم له (١) "والله أعلم".

(١) وجاء في رواية: عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: إن النبي ﷺ نظر إلى القمر فقال: يا عائشة!! استعيذي بالله من شر هذا!! فإن هذا هو الغاسق إذا وقب. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح فعلى هذا الحديث، المراد به القمر إذا خُسِف واسودَّ. ومعنى وقب، دخل في الخسوف، أو أخذ في الغيبوبة.
وقيل: سمي به لأنه إذا خسف اسودَّ وذهب ضوؤه.
وقيل: دخل في المحاق وهو آخر الشهر، وفي ذلك الوقت يتم السحر المورث للتمريض، وهذا مناسب لسبب نزول هذه السورة. =

1 / 256