Cuestiones de Al-Qasim Al-Rassi
مسائل القاسم الرسي
Géneros
وسلم : يا علي ويا فاطمة إن الله قد فصل الفتنة على الذين يقولون : إنا لنعلم الذين صدقوا في قولهم ، ونعلم الكاذبين في إيمانهم ، فهذا وعد واقع واجب.
ثم أنزلت : ( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ) (4) [العنكبوت : 4] ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ويا فاطمة قد علم الرب أن أقواما من بعدي عند الفتنة سيعلمون السيئات ويحسبون أنهم سابقون.
فقال علي رحمة الله عليه : فكيف يحسبون أنهم يسبقون يا رسول الله ومن ورائهم الموت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي إنهم لم يسبقوا قضاء الله الذي قضى فيهم الموت.
ثم أنزل : ( من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ) (5) [العنكبوت : 5] ، بحق (1) أن من رجا لقاء الله أن يستعد لأجل الله ، وأن يكون تائبا تابعا لطاعته ، مجتنبا لخلاف الله ومعصيته ، وأن يعلم أن الله يعلم ما يعمل ، ويسمع ما يقول ، ولذلك قال الله سبحانه : ( وهو السميع العليم ).
ثم أنزل الله : ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ) (6) [العنكبوت : 6] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قد قضى الله على المؤمنين عند الفتنة بعدي الجهاد. فقال علي : يا رسول الله على ما يجاهد الذين يقولون آمنا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تجاهدونهم (2) على الإحداث في الدين. فقال علي : يا رسول الله إنك تقول تجاهدونهم كأني سأبقى بعدك إلى مجيء الفتنة ، فأعوذ بالله والرسول أن أؤخر بعدك ، فادع إلى ربك أن يتوفاني قبل ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه : ما كنت حقيقا أن تأمرني أن أدعو (3) الله لك أن يقدم أجلك قبل ما أجل الله وقضى! والله يقول سبحانه : ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) [آل عمران : 145].
Página 641